كتبه/ علاء الدين عبد الهادي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله
لقد كان من شبه المؤكد أنها ليست معركة على تعديلات دستورية، بل هو في حقيقته صدى لما تملكه قوتان واتجاهان:
الأول: الإسلاميون بما لديهم من تواجد على الأرض وقوة تأثير في الجماهير.
والثانية: شلة العالمانيين، والليبراليين، واليساريين بما تملكه من نفوذ إعلامي، والمتأثرين بخطابهم الإعلامي.
لا يعني ذلك أن كل من قال "لا" فهو غير إسلامي، أو مشكوك في صحة ديانته كما يتهمون السلفيين بادعاء ذلك، بل لقد شُوش على كثير من الناس في رأيه، وحتى من أفتى بـ "لا" فلا يساورني شك أنه امتدح التعديلات الدستورية حينما أعلنها الدكتور "طارق البشري" على الملأ في أول الأمر، ولكن لا يزال أصحاب الاتجاه العالماني بالناس بتسليط ما هو أمر من السحر، ويلبسون عليهم حتى فازوا بأصوات كثير من الناس –وإن كانوا أقلية-، وذلك ـ أيضا ـ من حسن تقدير الله؛ حتى لا تجيء النتيجة 99,99% كما اعتاد الناس قبل ذلك؛ فيقولون لنا: أنتم من فلول العهد البائد.
الإعلام الرشيد من العهد "السعيد"
إعلامنا "الرشيد" رسب مرتين في هذه القضية –ومرات عديدة في غيرها-، مرة حينما حاول الظهور بهيئة المحايد بين الفريقين، فما أفلح، فقد احتضن فريق العالمانيين مكثفًا في العدد مكثفًا في الرسائل التشويشية بصورة فجة مستفزة.
والمرة الثانية حينما أحس بخيبة أمل واتجاه الكفة نحو "نعم"، فما كان منهم إلا أن أتوا بكل من له ثأر ما عند الإسلاميين؛ لتشويه الصورة بكل طريقة باطلة مصطنعة، وفتحت لهم القنوات الشهيرة "اياها" وأخواتها من الصحف المشبوهة ما يشبه المأتم، فظلوا يبكون "تعكير" صفو هذا اليوم بما فعله أصحاب التيار الديني من اختطاف أصوات الناس.
السلفيون الخارقون
وبالطبع كان للسلفيين نصيب الأسد من ذلك؛
فهم أثروا على أدمغة المصوتين بما يشبه التنويم المغناطيسي
وحشروا البسطاء في حافلات مكتظة؛ ليقولوا: نعم -بعد أن أعطوهم طعامًا وشرابًا- "كنتاكي سلفي وأجندات" ـ على ما يبدو-.
وهم الذين رشقوا البرادعي بالحجارة في دائرة المقطم.
وظهروا في الإسكندرية على أبواب اللجان؛ ليحاصروا الناس، ويكفروا كل من اختار "لا".
كما ظهروا مجددا على "تروسيكل" في أسوان ليعرقلوا إحدى الصحفيات من متابعة اللجان هناك.
والحاصل أن السلفيين الخارقين هؤلاء –بحسب الإعلام- قد استطاعوا حشد كل هؤلاء الملايين من البشر، كما أنهم قد قضوا يومهم "يتحرشون لفظيًا وجسديًا بالمعارضين للتعديلات" !!!!
حجج متهافتة
وكعادة ضحايا الخيبة والخزلان لا بد من شماعة للأخطاء، فمرة يدعون أنه قد حصل تزوير على نطاق واسع، وتسويد بطاقات، ويأتون بفيديوهات لذلك، ثم يتبين أنها مدعاة حيث أن هذه التسجيلات لاستفتاء قديم منذ عدة سنين، ومرة أخرى يزعمون أن اللون الأخضر لدائرة لموافقة أثرت على اختيار الناخبين حيث أنه يشعر بالارتياح مقارنة باللون الأسود !!!!!!!!!
شكرا للدعاية السلبية
وبصفة عامة أود أن أشكر كل القائمين على الإعلام في بلادنا على ما يفعلونه ـ دائما ـ من الترويج للسلفية من خلال كثرة ذكرها –ولو ذمًّا-، فهذا نوع من الترويج، والناس فيهم من الحكمة والذكاء ما يستطيعون به ـ بإذن الله ـ التمييز بين الحق والباطل، والحقيقة والخيال، والناس يخالطون السلفيين في المساجد، والطرق، والأعمال، ثم يرونكم تتكلمون عن هذه "الكائنات" السلفية الخارقة؛ فيعرفون كذبكم، ويكشفون زيفكم.
أيها السلفيون، امضوا قدمًا
وهنا أناشد إخواني من السلفيين وعامة الإسلاميين أن يغضوا الطرف عن هذه المحاولات التشويهية البائسة، ولا تلتفتوا لها كثيرًا فإن إستراتيجيتكم التي طالما مارستموها منذ عقود تقوم على مخالطة الناس، ودعوتهم بالقدوة الحسنة، والكلمة الطيبة، والأخلاق الحميدة التي تترك في الناس أثرًا بالغًا، لا سيما مع إخلاص صاحبها، وهذا بالضبط ما نتعلمه من سيرة خير الخلق محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "امش ولا تلتفت".
أذكركم -وما أظنكم نسيتم-: "الإرهابي" و"الإرهاب والكباب" ومسلسل "العائلة" ومسلسل "الجماعة" وغيرها كثير من هذا العفن الفني بإنتاج إعلامي أمني مشترك، ثم أصبح هباء منثورا بفضل الله (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)
وأذكركم أن عليكم عبئأ كبيرًا، ومسئولية عظمى نحو هذه الأمة إصلاحًا، وتنويرًا، وإعمارًا في الأرض، وأعظم الأوليات السلفية : الدفاع عن عقيدة الأمة، وهويتها ضد التيارات المخالفة.
فعليكم بالعلم، والعمل، والدعوة إلى الله بالحسنى (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)
أيا شباب الإسلام، أمتنا تنادي، فهل من مجيب؟
وصل اللهم وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين