السؤال:
ما حكم التصوير الفوتوغرافي والاحتفاظ بالصور الفوتوغرافية للذكرى؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فالتصوير الفوتوغرافي محل اجتهاد بين أهل العلم، فمنهم من يجيزه بناءً على أن هذه الصورة هي التي خلقها الله لم يخلقها الناس ولم يصنعوا شيئًا إلا مثل صورة المرآة، فمن كتب ورقة بخطه ثم أدخلها غيره آلة التصوير الضوئي وضغط على الزر فخرجت صورتها من الناحية الأخرى فالصورة الضوئية بها خط من كتب الأصل لا خط من صنع الآلة ولا من ضغط على الزر ولا غيرهما، فهكذا التصوير الضوئي الفوتوغرافي.
وهذا بالنسبة لعلة المضاهاة المنصوص عليها في الأحاديث كما في قوله -صلى الله عليه وسلم-: (أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُصَوِّرُونَ) (متفق عليه)، وقوله -عليه الصلاة والسلام-: (الَّذِينَ يَصْنَعُونَ الصُّوَرَ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ) (متفق عليه)، والتصوير الفوتوغرافي فاعله لم يخلق شيئًا بخلاف الرسام والنحات والمثـَّال فهم يصنعون ويضاهون بخلق الله.
وأما علة التعظيم وخوف العبادة من دون الله، فنقول: صور الزعماء والكبراء والعلماء يُنهى عنها وعن تعليقها؛ لأن التعليق تعظيم يخشى منه الغلو كما وقع الشرك في قوم نوح -عليه السلام-، وأما ما فيه مصلحة كصورة جواز السفر والبطاقة ونحو ذلك فلا يَمنع منه حتى مِن يقول بتحريم التصوير الضوئي؛ فالقول بالجواز إذا خلا من الموانع هو الراجح عندي.
ومِن الموانع: تصوير العورات المكشوفة كامرأة متبرجة، ونحو ذلك كصور الحفلات والأعراس المختلطة والتي تكون فيها النساء في أشد التبرج؛ فلا شك في تحريم ذلك، والله أعلم.
صوت السلف www.salafvoice.com