الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
السبت 15 فبراير 2025 - 16 شعبان 1446هـ

توصيات ندوة "الدعوة السلفية" في نصرة القضية الفلسطينية "لا للتهجير"

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فجاءت توصيات ندوة الدعوة السلفية في نصرة القضية الفلسطينية "لا للتهجير"، على مسارين:

المسار الأول: إستراتيجي مستمر.

والمسار الثاني: حالي لازم.

أما في واجبات المسار الإستراتيجي المستمر، فنحتاج إلى عِدَّة أمور؛ منها:

أولًا: العمل على تقوية الأمة في مراحل ضعفها، وذلك بإصلاح الفرد والأسرة والمجتمع، من خلال نشر مفاهيم الإسلام والإيمان والتوحيد، والإحسان، وترك الشرك، والحرص على وحدة الأوطان، والمحافظة على قوتها في مواجهة الدول الداعمة للكيان الصهيوني، وذلك بدعم مواقفها المشرِّفة في الدِّفاع عن القضية الفلسطينية، والدفع الدائم في تحقيق التماسك الداخلي اللازم للمحافظة على هذه القوة، وعدم الانسياق وراء الإشاعات والأكاذيب التي يتبناها الحاقدون والمتآمرون.

ثانيًا: الحرص على توجيه أبناء الأمة الآن، وتربية الجيل القادم من أبناء المسلمين على معانٍ ثابتةٍ ولازمة؛ منها:

1- ترسيخ صدق اللجوء إلى الله في النفوس.

2- حسن التمسك والاعتزاز الدائم بشعائر الإسلام الظاهرة والباطنة؛ بقوة وعزة وإيمان.

3- الحرص على استقرار الأوطان وتماسكها، وعدم السماح بهدمها أو تقسيمها.

4- العمل على تحصيل مقومات التقدم العلمي والتقني والإنساني اللازمة لبناء العمران، وامتلاك القوة الرادعة لمن تسول له نفسه العدوان.

5- العمل على استمرارية نشر قضايا الأمة الرئيسة بين الأجيال، وعلى رأسها: قضية فلسطين والمسجد الأقصى، مع ضبط المفاهيم المنهجية الصحيحة اللازمة لتحصيل أسباب النصر والتمكين، كصحة الاعتقاد، وفهم ضوابط العقيدة الإسلامية في الولاء والبراء، ومسائل الإيمان والكفر، وبيان أنواع الجهاد ومراتبه وضوابطه، وفقه المصالح والمفاسد الواجب تفعيله.

ثالثا: السعي والعمل على حفظ بلاد المسلمين من التشرذم والتقسيم المخطط له؛ فالفوضى والتشرذم لا يزيدان الأمة إلا ضعفًا، مع الحرص على مواجهة مناهج الصداميين والتكفيريين الذين يسعون إلى الفوضى، وهدم القائم وتقسيم المقسَّم، والذي رأينا بأنفسنا أثره في إضعاف الأمة.

رابعًا: العمل على امتلاك قراراتنا السياسية طبقًا لمصالح أمتنا الخالصة، بالدفع نحو وحدة إسلامية وعربية حقيقية تقوم على تعظيم مصالح الأمة، وتساعد على اعتماد دولنا العربية والإسلامية على مقدراتها وثرواتها الوفيرة في إحداث تنمية اقتصادية وعلمية مستدامة، توفِّر للشعوب حاجتها المطلوبة، وتمكننا من زراعة أراضينا، وبناء مصانعنا، وصناعة أسلحتنا اللازمة لحماية أراضينا وتحرير مقدساتنا.

أما واجبات المسار الحالي اللازم فتتمثل في عِدَّة أمور؛ منها:

1- الدعم الشعبي القوي للقيادة السياسية في ذلك الموقف المشرف من رفض قضية التهجير، وعدم الانسياق وراء أكاذيب المرجفين أو المتآمرين أو الموتورين بسبب مواقفهم السياسية.

2- العمل على نشر القضية الفلسطينية والمعاناة المستمرة لإخواننا في فلسطين، وبيان حق الفلسطينيين في أراضيهم، وذلك بالنشر للمقاطع المرئية القصيرة أو البيانات والأخبار الموثقة المبينة لحقيقة معاناة إخواننا في فلسطين، في كل الوسائل الإعلامية المتاحة، وبين كل الأفراد، وعلى كل المستويات والمنصات، وبجميع اللغات المتاحة؛ لدحض شبهات اليهود حول مظلوميتهم أو أحقيتهم في تلك الأراضي الإسلامية المقدسة، ولإظهار وبيان أفعالهم الإجرامية المستمرة.

3- المساهمة الفاعلة في تقديم كلِّ ما يستطاع من إعانة وتبرعات لإخواننا في غزة، عبر المسارات والجمعيات الرسمية التي اعتمدتها الدول الإسلامية لضمان وصولها لمستحقيها.

4- الحرص على إبقاء القضية بصورتها العقدية حية باستمرار في نفوس الشعوب، عبر وسائل الإعلام المتاحة، وعبر البرامج الإعلامية الثابتة، مع الاهتمام بصياغة مناهج التعليم في الدول العربية والإسلامية بما يحقق ذلك.

5- الحرص من جميع الدول العربية والإسلامية على إصدار وتفعيل القرارات الداعمة للقضية، مع تقديم كل الدعم اللازم لها، والحذر كل الحذر من محاولات الأعداء المستمرة لإحداث الشقاق والخلاف، والانتباه لعدم ترك الدفة في أيدي الدول الطائفية ليتاجروا بالقضية الفلسطينية ويخدعوا بها هؤلاء العاطفيين أو المغيبين من أبناء المسلمين.

6- ضرورة العمل الدائم على بث الأمل في النفوس، وعدم تصدير حالة اليأس أو الخوف أو القنوط.

وفي الختام:

فإننا إن قمنا بواجبنا -كما بيَّنا طرفًا منه عاليه-، وطبقًا لما يرضي ربنا؛ فستتحرر أرض فلسطين، وستعود القدس محرَّرة عزيزة أبية لديار المسلمين، فذاك وعد الله الموعود لمَن حقق الشروط.