كتبه/ سامح بسيوني
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فمن الأعراض التي قد تدل على وجود خلل في الإخلاص في العمل المؤسسي عند الفرد العامل:
- الحرص على الوجود في المساحات الإعلامية البارزة مع عدم الاهتمام بسدِّ الفجوات الضرورية المتاحة واللازمة.
- لا يعمل إلا إذا صدر للمسئولية والرئاسة، مع الحسرة والغضب إذا أُخذت منه المسئولية والرئاسة وأوكلت لغيره.
- إذا عمل في فريق صُدر فيه غيره، فإنه لا يساعد غيره ممن صدر على نجاحه، بل قد يمتنع عن نصيحته ليظهر فشله.
- قد يتدثر بثوب النصيحة لمن تصدر للمسئولية عبر قيامه بنشر أوجه القصور والنقائص والعيوب التي يقع فيها غيره ممن كلِّف بالمسئولية ليظهر كماله هو؛ وذلك بأن ينشر ويتكلم بتلك النقائص بين الأعضاء العاملين، دون أن يقوم بواجب النصيحة الحقيقي بأن يبلغ ما يراه من تقصير للمسئول مباشرة كحق من حقوق الإخوة والإعانة، أو يبلغ من هو في المستوى الأعلى للمسئول في حال عدم قبولها منه؛ لذلك كان الإمام أحمد يقول: "من أحب الرئاسة طلب عيوب الناس أو عاب الناس".
- يحجب الفضائل التي يعلمها من الآخرين حتى لا يتعلق الناس بهم ويقدمونهم عليه.
- الحرص على عدم تقدم أحد من فريق عمله عليه ليظل هو الشيخ المقدم أو المسئول المبرز؛ مبررًا فعله هذا بالسٌنة الإبليسية: "أنا خير منه"؛ منابذًا بذلك طريقة المصلحين المخلصين عبر الزمان والمكان: "أي بني أنت اليوم خير مني".
والملمح الظاهر لهذا العرض في بعض أماكن العمل المؤسسي: أننا قد نجد المسئول دائمًا متشبثًا بالمنصب الذي هو فيه، ولا يؤهل من تحته ليحل محله في يوم ما، ولا يسعى لإكساب من وراءه الخبرة والمهارة التي اكتسبها هو.
- الحرص على العلوم التجريبية والأعمال التنفيذية التي تساعد على الترؤس والصدارة -وهذا ليس ممنوعًا ولا مستقبحًا في ذاته- مع عدم الاهتمام والحرص على تحصيل العلوم والقيام بالأعمال التي تصلح قلبه وتزيد علمه الشرعي وتحقق النافع له.
وللحديث بقية -إن شاء الله-.