بيان من "الدعوة السلفية" بشأن اقتحام آلاف المستوطنين لباحات المسجد الأقصى
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فتستنكر "الدعوة السلفية" بمصر اقتحام وزيرين إسرائيليين وعضو بالكنيست، وآلاف المستوطنين المتطرفين باحات المسجد الأقصى الشريف في ذكرى "خراب هيكلهم المزعوم"، مع قيام شرطة الكيان الصهيوني الغاصب بمنع المصلين الفلسطينيين من الوصول للمسجد الأقصى.
يأتي هذا بعد أيام من مجزرة المصلين لصلاة الفجر، والتي راح ضحيتها أكثر من مائة قتيل -نحسبهم من الشهداء-، وكأن إسرائيل تصر على انتهاك حرمة المقدسات كما انتهكت حرمة الدماء في تحدٍّ صارخ لكلِّ قيمة ومروءة.
وفي تحدٍّ متكرر للقانون الدولي "المزعوم!" الذي لا يُطبَّق إلا على الشعوب الضعيفة، ووَفْق "أهواء" الدول الكبرى؛ حين تريد أن تتدخل في شئون الدول المستضعفة لنهب خيراتها، وإسقاط أنظمتها؛ لدفعها نحو الفوضى التي لا تبقي فيها حجرًا على حجر.
لقد بلغ العتو والفجور الصهيوني مبلغًا خطيرًا، وهو منذر -بإذن الله- بخراب دولتهم، وتشتت أمرهم، وتجرعهم للذلة والمسكنة؛ بموعود الله -سبحانه وتعالى-: (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) (آل عمران: 112).
لقد علا اليهود في الأرض مرتين؛ فأرسل الله عليهم مَن أذلهم، وشتَّت أمرهم، وخرَّب ديارهم، ثم عادوا للإفساد بعد ذلك؛ فسلَّط الله عليهم بعد تلك المرتين النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، وكان اليهود قد عاهدوا النبي -صلى الله عليه وسلم- فوفَّى وغدروا؛ فنصره الله -سبحانه وتعالى- وأصحابه على يهود بني قينقاع، وبني النضير، وبني قريظة، وأهل خيبر، وغيرهم من اليهود الذين كانوا في المدينة النبوية وما حولها.
قال الله -تعالى-: (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ) (الحشر: 2).
وها هم يعودون للإفساد في الأرض، وانتهاك حرمة عباد الله المسلمين، وحرمة بيوت الله وأقدس مقدساته، وسيسلِّط الله عليهم مَن يذيقهم الذلة والمسكنة، كما سيسلط الله عليهم المسلمين في آخر الزمان فيستأصلونهم؛ فعن عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (تُقَاتِلُكُمُ الْيَهُودُ فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ: يَا مُسْلِمُ، هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ) (متفق عليه).
فإلى أمتنا الإسلامية.. الله الله في دماء إخوانكم، وفي مقدساتكم؛ فاعتصموا بحبل الله ولا تفرَّقوا، ووحِّدوا موقفكم إرضاءً لربكم، ونصرة للمستضعفين من إخوانكم في فلسطين، ودفاعًا عن مقدساتكم، فإن اليهود لا يردعهم إلا أهل الإيمان السائرين على طريق الأنبياء والمرسلين، "اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، وَمُجْرِيَ السَّحَابِ، وَهَازِمَ الْأَحْزَابِ، اهْزِمْهُمْ وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ".
الدعوة السلفية بمصر
الأربعاء 10 صفر 1446هـ
14 أغسطس 2024م