ما رأيكم في الفتوى بقتل الإعلاميين المصريين لمحاربتهم للإسلام وطعنهم في الدين؟
السؤال:
خرج "وجدي غنيم" يقيس جواز قتل الإعلاميين في مصر على قتل الصحابة بأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- لكعب بن الأشرف اليهودي، ويدعو إلى إيجاب قتلهم؛ لأنهم يطعنون في الدين، وفي الآيات والنصوص، ويحاربون عقيدة المسلمين، ويهاجمون حتى الأزهر على ضعفه معهم، وذكر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أيضًا قتل الشاعر أبا عزة، وقال: (لاَ يُلْدَغُ المُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ) (متفق عليه)، فما قول الشيخ "الشيخ ياسر" في هذا الكلام؟ وبصراحة أنا لا أحب طريقة "وجدي غنيم"، ولكن كلامه عن الإعلاميين لا شك أنه كلام معتبر؛ لأن هؤلاء إن لم يكونوا مفسدين في الأرض؛ فمن المفسد في الأرض إذن؟!
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فـ"وجدي غنيم" ذو منهج منحرف، ويفتي بالتكفير والقتل جهلاً وبدعة وضلالاً، ويجب التحذير منه، وهو لا يقل خطورة عن هؤلاء الإعلاميين الذين يهاجمون ثوابت الدين في تشويه صورة الإسلام والالتزام، وإن كان لا يَكفر مَن ثبت إسلامه إلا بعد قيام الحجة وزوال الشبهة، واستيفاء الشروط وانتفاء الموانع.
ونحن لا ننكر أن "مِن الإعلاميين" مَن يحارب عقيدة أهل الإسلام؛ خاصة أولئك الذين يجعلون "شهادة أن محمدًا رسول الله" ليست لازمة في أصل الإسلام والإيمان! وهذا كفر بلا شك، ولا شبهة.
أما فتاوى "القتل العشوائي" الذي يدعو إليه مَن يدعو الشباب إلى قتل مَن رأوه مفسدًا دون تحقيق، ودون تثبـُّت، ودون استتابة، ودون إقامة حجة "في بعض ما يحتاج إلى ذلك"؛ فهذه الفتاوى فتاوى الفوضى والانحراف التي هدفها تدمير المجتمع، وهدم قاعدة المصالح والمفاسد.
وقد ترك النبي -صلى الله عليه وسلم- قتل رءوس النفاق؛ حتى لا يتحدث الناس أن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- يقتل أصحابه، فعندما استأذنه عمر -رضي الله عنه- في قتل "رأس النفاق" عبد الله بن أبي ابن سلولَ وقال: دَعْنِي أَضْرِبُ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ، فَقَالَ: (دَعْهُ، لا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ) (متفق عليه).
وهؤلاء المبتدعون يريدونها فتنة تأكل الأخضر واليابس في مصر، وغيرها.
عافانا الله مِن شرهم.