السؤال:
تكثر في هذه الأيام -كما تعلمون- دعاوى وأفكار ومعتقدات لم نكن نعرفها في الإسلام من قبْل، خاصة وقد شاع استخدام وسائل الاتصال الحديثة، وزالت كثير من "الحواجز الواقية"، فما على المسلم أن يعمله؟ وكيف يختار لنفسه الطريق؟ وكيف يعرف أنه على الحق؟ وكيف يقي أبناءه أو من ولاَّه الله أمرهم الفتن والشرور؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فنسأل الله -تعالى- أن يعصمنا مِن الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يقبضنا إليه غير فاتنين ولا مفتونين، وهذا الدعاء والتوكل هما مِن أهم أسباب الوقاية من الفتن -بإذن الله-، واعلم بعد ذلك أن الفتن تنقسم إلى شهوات وشبهات: أما الشهوات فالعصمة منها بالابتعاد عن أماكنها وأصحابها، وإعطاء النفس حقها من المباحات طلبًا لمنعها من الحرام، كما في الحديث: (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ) (متفق عليه)، وكذلك كثرة القراءة، والتذكر لعقوبات الذنوب والمعاصي العاجلة والآجلة.
وأما الشبهات: فالعصمة منها بالعلم الذي يضيء الطريق، وتتضح به الظلمات مِن النور (وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُور) (النور:40).
وأخيرًا: فعليك بصحبة الصالحين، وتقوى الله -عز وجل- دواء لكل داء -بفضل الله-، قال الله -عز وجل-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (الأنفال:29).
صوت السلف www.salafvoice.com