السلفيون والمشاركة السياسية
السياسة جزء من واقعنا وحياتنا، ومن البديهى أنها تحت قوله تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)(الأنعام162)، فالسياسة وإدارة الحكم جزء من الدين فى عقيدة المسلمين عامة، والسلفيين -الذين يسيرون على خطى صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم فى فهم الدين- بصفة خاصة.
فإذا كان الأمر بهذه الصورة فلم يعتزل السلفيون - أغلبهم- الممارسة السياسية؟
وهل يعد ذلك نوعا من الانعزال والانطواء على الذات؟
لماذا يخلون الساحة السياسية لأهل الباطل والمتاجرين بالمصالح والأغراض النفعية؟
- ربما لأن اللعبة السياسية بالصورة الحالية تفرض على ممارسيها من القواعد والتنازلات ما يتعارض مع الأصول الشرعية، وأن طريق التغيير السياسى المطروح بالصورة الحالية يخالف سنن الأنبياء فى الدعوة والتغيير، كما يرى الشيخ مشرف الموقع اقرأ هنا.
- وربما لأن حسابات المكسب والخسارة فى تجارب المشاركة السابقة والحالية جاءت فى محصلتها الأخيرة فى غير صالح الدعوة الإسلامية، باستنزاف الطاقات، والاستدراج إلى ما يسميه الكاتب بمنزلق العنف اقرأ هنا.
لا نزعم أن ما أشرنا إليه من المقالات قد أغلق باب الاجتهاد فى المسألة، فالكثيرون حتى من السلفيين أنفسهم لهم تصور للمسألة يخالف أصحاب المقالتين، فضلا عن اتجاهات إسلامية أخرى يرون المشاركة السياسية السبيل الأوحد للتغيير والإصلاح، وهم ماضون فى هذا السبيل مهما كلفهم من طاقات وتضحيات.
دورنا فى دعوتنا للحوار أن نفتح الباب لكل فريق كى يعرض تصوره، ويدلل عليه من الشرع والواقع، فالوصول للحق -إن شاء الله- هو ضالتنا فى هذا الحوار.
............ ننتظر مشاركاتكم، ومرحبا بكم.