السؤال:
1- ما العمل في القتل الدائر في العباسية؟ أنا لا أوافق على الاعتصام، لكن أنا أتحدث عمن يموتون... ألا يمكن نصرتهم بأي شيء؟
لماذا لا ننزل؟!
لماذا لا نُصعِّد لهجة الحوار للدفاع عنهم؟!
بصراحة يا شيخنا أنا خائف أن الله يسألني: لماذا لم أنصرهم -ولو حتى كما فعلنا في "محمد محمود" بالتواجد الكثيف والمساعدات الطبية-؟ لا أدري كيف أجيب؟
2- أين الدعوة مما يحدث في العباسية؟ البيان ليس فيه شيء من تحمل المسؤولية تجاه من يقتلون؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
1- فالعمل هو الانسحاب مِن "ميدان العباسية"، هذا هو نصرتهم؛ لأن قتال الفتنة لا يسعنا أن نشارك فيه، خصوصًا مع وجود اعتداء من أطراف لا ندري مَن يحركها، ولا يجوز لنا أن نبني على مجرد الظن دون بينات، وهناك اعتداء أيضًا من الطرف الآخر، وإعداد سلاح وزجاجات حارقة، ومحاولات اختراق للأسلاك الشائكة لاقتحام وزارة الدفاع؛ فكيف مع هذا ومع كونهم لا يسمعون لنا ولا لغيرنا إلا لمن يأمرهم "بالجهاد المزعوم"؟!
وما هو بجهاد، ولكنه فتنة، ثم المطالبة بسقوط "حكم العسكر"؛ فمن يتولى الأمر في هذه المرحلة الحساسة قبيل انتخابات الرئاسة؟!
وهل لأن رجلاً خرج مِن سباق الانتخابات فلتهدم الانتخابات، بل البلد كلها، وتحول إلى فوضى؟!
وللأسف أن خيار الفوضى هو المطروح فعليًا لدى هؤلاء بالتصريح لا بالاستنتاج أو التحليل السياسي، وأمر الدماء لا يعبئون به رغم تنبيههم مرات ومرات... ولكن عند بعضهم أنه لا بأس مِن أن يقتل خمسة ملايين في سبيل إقامة الدولة الإسلامية -في زعمهم-! وهل بعد قتل خمسة ملايين مصري ستبقى دولة أصلاً حتى تكون إسلامية؟! أم سيبقى الخراب والفوضى والدمار والحرب الأهلية، ثم التقسيم الذي يريده الأعداء؟!
وهل يصعب على الناس أن يُسحب مَن أصيب إلى المستشفيات القريبة أم لا بد مِن المزايدة على القضية بعمل ما يُسمى: "بالمستشفيات الميدانية" التي لا تتوفر فيها إسعافات حقيقية؟!
2- إذا أصر مَن يشارك في هذه الاعتصامات غير السلمية، وتحت قيادة مَن يدعو للنزول بالسلاح لقتل "المجلس العسكري" وهو بالقطع لن يصل إليهم، بل سيصل إلى المجندين والضباط الصغار الذين لا ذنب لهم في هذه القضية العجيبة-، بل ولا يصح أن يُسمح لهؤلاء الساعين للفوضى بإسقاط الدولة المصرية - إذا أصر مَن يشارك في هذه الفتنة... تقول لنا: أين الدعوة ممن يُقتلون؟!
الدعوة تنهى عن الفتنة، وتقول: مَن أصر على الاعتصام الذي ننهاه عنه؛ فعنده "ميدان التحرير"، ولا بد من الضوابط الشرعية في ذلك.
الدعوة تنصر هؤلاء على أهوائهم بدعوتهم لفض الاعتصام وعدم المشاركة فيه، ومراعاة المصالح والمفاسد؛ حتى لا يكرروا نفس أخطاء سنة 81 وما بعدها، وما حدث فيها مِن صد عن سبيل الله، والمصيبة أن يتم ذلك اليوم باسم: "السلفية" بعد أن فشلت محاولاتهم السابقة باسم: "الجهاد"، وأصبح الناس يقبلون "الدعوة السلفية"؛ فهم بما يفعلون يسعون إلى تشويهها وسبها، وسب "حزب النور"، بل وتكفير مَن يخالفهم! فإلى الله المشتكى.
فأرجو أن يدرك الإخوة خطورة الأمر، ويلقوا ما يقوله الناس وراء ظهورهم؛ فالواجب علينا "العمل بالشرع لا بآراء الرويبضة".