السؤال:
هل نكن للنصارى حبًا أم كرهًا في قلوبنا؟ وهل هناك فرق بين أني أحب النصراني لشخصه وأبغضه لعقيدته؟! بمعنى أني ممكن أحب نصرانيًا لشخصه، ولكن أبغضه لعقيدته! هل هذا صحيح؟!
بالله عليك يا شيخ أريد جوابًا كافيًا للرد على موضوع الحب والكره بالأدلة والبراهين القطعية، فإن الشبهة تنزل فوق رأس الواحد كالمطر، خصوصًا أني في كلية فيها: النصراني، والملحد، وغيرهم. وجزيتم خيرًا.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد قال الله -تعالى-: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) (الممتحنة:4)، وقال: (لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (المجادلة:22)، وقال -تعالى-: (فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ) (آل عمران:32). والمؤمن لا يحب مَن لا يحبه الله.
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَوْثَقُ عُرَى الإِيمَانِ: الْحَبُّ فِي اللَّهِ، وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ) (رواه أحمد والطبراني وابن أبي شيبة، وصححه الألباني).
والحب الفطري الطبيعي لأب أو أم، أو ابن أو بنت، أو زوجة يتحول في قلب المؤمن لحب الهداية لقريبه الكافر مع بغضه على دينه، كما دلت عليه آية سورة المجادلة، وسورة الممتحنة؛ فإبراهيم -عليه السلام- والذين معه يكلمون أقوالهم وليس الأجانب: (إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ).
صوت السلف www.salafvoice.com