استئجار الدائن للمدين للعمل عنده مقابل ما عليه من الدين، وتوضيح معنى: "بيع الدين بالدين"

السؤال:

1- هل لو كان عليَّ مبلغ من المال لشخص، فقال لي: "اشتغل عندي بفلوسي التي عندك". هل هذا من بيع الدين بالدين الذي لا يجوز؟

2- قرأت وسمعت لك يا شيخ عبارة لا أتمكن من فهمها في البيع والشراء، وهي قولك: (بيع دين بدين)، وأنا لا أفهم معنى هذه العبارة وقد بحثت في النت وجوجل كثيرًا، فوجدت كلام كثير ولم أفهم شيئًا. فيا ريت أمثلة توضح معنى هذه العبارة "أكثر من مثال"؛ لأني قرأت كثيرًا ولم أفهم أي شيء فيها.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- فالصورة التي ذكرتَ ليس فيها حرج، فهي إجارة صحيحة؛ لأن الأجرة كأنها قد دُفعت مقدمًا، وقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- مَن لم يقدر على الفداء مِن أسرى المشركين أن يعلِّم صبيان المسلمين الكتابة.

2- في الحديث الضعيف السند المجمع على صحة معناه عن ابن عمر -رضي الله عنهما-: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- نَهَى عَنْ بَيْعِ الْكَالِئِ بِالْكَالِئِ" (رواه الحاكم والبيهقي، وضعفه الألباني)، أي: عن بيع الدين بالدين، حيث تكون السلعة معدومة والثمن أيضًا يكون معدومًا، ويتم التعاقد بين الاثنين دون وجود السلعة أو الثمن، مثل: بيع الشقق قبل بنائها بثمن مؤجل؛ فهذا لا يجوز، وكذا "نَهَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ بَيْعِ السِّنِينَ" (رواه مسلم)، وهي صورة منتشرة في تجارة الفاكهة، يشتري ثمرة بستان لسنوات قادمة لا يدفع ثمنها الآن، فالثمرة معدومة والثمن أيضًا غير موجود، وهو من بيع الدين بالدين.