السؤال:
ما هو موقف العلماء الأفاضل مما يحدث في سوريا؟ وما هو واجب كل فرد في هذا الوقت العصيب؟ وهل يجوز العمل في أجهزة الأمن أو الجيش أو أي مؤسسة تخدمهما، وانتظار الفرصة المناسبة لمساعدة أهل الحق والتي قد نموت ولا تأتي؟!
وفي هذه الحالة: هل نعتبر من أعوان الظالم؟
ومن جهة أخرى: إذا لم يدخل أهل الخير في هذه المؤسسات ستكون مليئة بالظلمة الذين لن يرحموا المسلمين، وسيكون من الصعب جدًا أن تقوم للمسلمين قائمة؛ لأنهم بعيدين عن هذه المؤسسات التي تشكل قوة الدولة.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فما يحدث في "سوريا" استمرار لجرائم النظام البعثي العلوي، وتتضاعف جرائمه بقتل المسلمين المدنيين العزل؛ لمطالبتهم بشيء من حقوقهم المغتصبة طيلة عقود مِن الزمن.
وهذه الطائفة العلوية "مِن غلاة الرافضة"، وهم باتفاق أهل العلم خارجون عن ملة الإسلام، وكل مَن علم حقيقتهم واتبعهم وعاونهم، وتجند لهم في الأمن أو في الجيش أو في أي مؤسسة تخدمهما أو باشر قتل المسلمين وظلمهم وتعذيبهم تحت رايتهم؛ فهو مثلهم.
ولولا إظهارهم أنهم قد انتقلوا إلى المذهب السني -نفاقًا ومداهنة-؛ لقلنا بردة جميع أفراد الشرطة والجيش الذين يعملون تحت رايتهم، ولكن لأجل جهل الكثير منهم بحقيقتهم لم يمكن تكفيرهم بالعموم إلا بعد قيام الحجة، وإن كانت الطائفة المقاتلة ممتنعة عن الشريعة يجب على القادرين على إزالتها ومقاومتها بذل كل جهد ممكن لتحقيق ذلك.
وهذا لا يختلف فيه الحال بين العلم والجهل في كل فرد منهم إذ هو غير ممكن ولا مستطاع، ولا مشروع أن نوقف كل رجل منهم وهو يقاتل المسلمين ويعتدي عليهم حتى نسأله عن شبهته ونجيبها!
وأنا أرى أن "الثورة الحالية في سوريا يجب دعمها بكل ما يمكن"، والاستمرار فيها طوق النجاة لأهل سوريا؛ للتخلص من هذا "النظام الخبيث" الذي سام المسلمين سوء العذاب؛ فهو مع علويته بعثي خبيث يوالي أعداء الإسلام "خاصة اليهود"، وهم يصلون من أجل بقائه؛ إذ لن يجدوا عونًا لهم مثله أبدًا!
وقد "فضحهم السادات" علنًا في الماضي؛ حين صرح بأن "الجولان" قد بيعت لليهود مِن قِبَل قادة الجيش العلويين في "67"، وأن كل العسكريين في العالم يعلمون ذلك! وقد أُعلن سقوطها قبل أن يدخلها جندي إسرائيلي واحد!
وإذا أضفنا إلى ذلك: التحالف الإجرامي مع الشيعة في "إيران، ولبنان"؛ لنصر التشيع في وسط أهل السنة تأكد بذل كل جهد لإزالة هذا النظام، ولا أرى لأحد أن يستمر في العمل في الجيش والشرطة التي تقتل المسلمين، وتنتهك حرماتهم، بل يجب دعم الثورة ومقاومة "النظام المجرم".
وعلى جميع المسلمين: الاجتهاد في الدعاء، والتوبة من جميع الذنوب، والعودة إلى الله -تعالى-؛ فإنه نعم المولى ونعم النصير؛ قال الله -تعالى-: (فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً . وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا) (النساء:88-89).
وقال -عز وجل-: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) (النساء:97)، وأخرج البخاري في صحيحه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "إنَّ نَاسًا مِنْ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا مَعَ الْمُشْرِكِينَ يُكَثِّرُونَ سَوَادَ الْمُشْرِكِينَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَأْتِي السَّهْمُ فَيُرْمَى بِهِ فَيُصِيبُ أَحَدَهُمْ فَيَقْتُلُهُ أَوْ يُضْرَبُ فَيُقْتَلُ؛ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ.. )".