السؤال:
أليس مِن الكفر دخول البرلمان وهو مجلس غير شرعي، ولا يحكم بما أنزل الله، ويقول الله -تعالى-: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) (المائدة:44). هذا ما يقوله الله وليس بشر. فما الأمر بعد ذلك؟ جزاك الله خيرًا على ما تقدمه للدين.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فمجلس الشعب المصري ملزم دستوريًا بأن لا يسن ما يخالف الشرع الإسلامي مِن الجهة النظرية والتأصيلية؛ فإذا غلب على الظن إمكان التأثير على ما يسنه واقعيًا وعمليًا بتواجد إسلاميين فيه يمنعون سَن ما يخالف الشرع أو تقليل ذلك، وألا يتركوه للعلمانيين والليبراليين يسنون ما شاءوا مِن الأهواء التي يغيِّرون بها وجه الحياة في المجتمع؛ شرع للمسلمين بذل الجهد لتقليل الشر والفساد، وتكثير الخير والصلاح قدر الطاقة.
وإذا غلب على الظن عدم إمكانية التغيير؛ لوجود التزوير، والاضطرار لتقديم تنازلات غير مقبولة؛ لم يشرع تضييع الوقت والعمر، والمال والجهد فيما لا طائل مِن ورائه، ونحن نظن أن "الأحوال قد تغيرت عن النظام السابق"، ويُرجى تحقيق بعض الخير بخلاف ما كان عليه الحال "قبل الثورة".
صوت السلف www.salafvoice.com