السؤال:
بعد أحداث تفجيرات الكنيسة الأخيرة التي نددت بها الدعوة السلفية وغيرها رفع كثير من المسلمين على الإنترنت شعار الهلال مع الصليب تضامنًا مع النصارى، ومحاربة للإرهاب، وانتشر الأمر بصورة كبيرة، بل قام البعض بما يشبه الحملات للدعوة إلى رفع هذا الشعار. فما حكم رفع هذا الشعار في هذه الظروف؟ وما حكم رافعه؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد قال الله -تعالى-: (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ) (النساء:157)، وفي الحديث الصحيح عن عائشة -رضي الله عنها-: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمْ يَكُنْ يَتْرُكُ فِي بَيْتِهِ شَيْئًا فِيهِ تَصَالِيبُ إِلا نَقَضَهُ" (رواه البخاري).
وفي حديث عدي بن حاتم -رضي الله عنه- أنه دخل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعليه صليب من ذهب، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اطْرَحْ عَنْكَ هَذَا الْوَثَنَ) (رواه الترمذي، وحسنه الألباني)؛ فكيف لمسلم أن يرفع شعارًا فيه تكذيب القرآن العظيم، وثبت في الحديث تسميته: بالـ"وثن"؟!
ونحن رغم إدانتنا للحادث لا يمكن أن نقبل ما يخالف نصوص الكتاب والسنة وإجماع علماء الأمة.
واعتقاد مساواة الملل تكذيب للقرآن؛ قال الله -تعالى-: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (آل عمران:85)، ولا يوجد شيء اسمه: "صلاة مشتركة" أو "لنصلي معًا".
ونحن نريد أن يعيش المسلمون وغيرهم في ظل الإسلام وشريعته، في أمن وسلام في بلادنا، وسائر بلاد المسلمين.
صوت السلف www.salafvoice.com