السؤال:
ما حكم المصافحة أو إلقاء السلام على أهل الكتاب؟ وما الرد على من يقول: إن هذا من الغلو والتشدد؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: (لاَ تَبْدَءُوا الْيَهُودَ وَلاَ النَّصَارَى بِالسَّلاَمِ فَإِذَا لَقِيتُمْ أَحَدَهُمْ فِي طَرِيقٍ فَاضْطَرُّوهُ إِلَى أَضْيَقِهِ) (رواه مسلم)، فلا تبدأهم بالسلام، المشروع أنهم إذا بدأوك بالتحية رددت عليهم التحية، إذا قالوا: السلام عليكم، قل: وعليكم. إذا قالوا: صباح الخير، قل: صباح الخير، مساء الخير، قل: مساء الخير. ما بدؤوك به رد عليهم، لكن لا تبدأهم أنت؛ لأن التحية إكرام، قد قال الله -عز وجل-: (قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) (التوبة:29)، لا تعظموهم وقد صغَّرهم الله، فالمصافحة من التحية، إذا مد يده مددت يدك، إذا لم يمد لا تمد، هو يبدأ وأنت تجيب إلى ذلك؛ لقول الله -عز وجل-: (وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا) (النساء:86).
أما أهل الجهل والبدع والضلال الذين يقولون إن هذا الأمر فيه تشدد أو مغالاة؛ فنقول: ليس من غلو في اتباع قول النبي -صلى الله عليه وسلم-، بل هم الغالون في محبة وموالاة هؤلاء حين يتركون أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- من أجل مداهنتهم.
صوت السلف www.salafvoice.com