كتبه/ عبد المنعم الشحات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فدراسة فقه الأئمة المتقدمين لا يفيد فقط في معرفة آرائهم في المسائل المختلفة التي تعرضوا لها؛ وإنما يفيد أكثر في معرفة مسالكهم ومناهجهم ومشاربهم، والتي تورث دارسها ما يصطلح عليه بـ"الملكة الفقهية"، وتعطيه فهمًا أعمق لمقاصد التشريع والقواعد الإجمالية للفقه الإسلامي، ومن ثمَّ فإن دراسة مسألة ما قد يُفيد في ضبط مسألة أخرى.
ومن هذا الباب نتعرض في هذا المقال لمسألتين قد تكونان متباعدتَيْن ظاهرًا، إلا أن أوجه التشابه بينهما تكاد تصل إلى حد التطابق، وهما: مسألة "طهارة جلد الميتة بالدباغ"، ومسألة "الأعياد البدعية".
أما المسألة الأولى وهي: "هل يطهر جلد الميتة بالدباغ؟":
فقد اتفق أهل العلم على طهارة جلود الحيوانات المذكاة بالدباغ، ونجاسة جلود الميتة قبل الدباغ، ولكن اختلفوا: هل تطهر جلود الميتة بالدباغ مثل جلود الحيوانات المذكاة أم أنها نجاستها لا تطهر بالدباغ؟
وسر المسألة: هل نجاسة تلك الجلود لأجل العصب والدماء الملاصق لها، أم أن الجلد نفسه نجس نجاسة عينية مثل بقية لحم الميتة؟
فمن قال: لأجل العصب والدماء؛ قال بطهارتها إذا دبغت، ومن قال: بل هي نجسة نجاسة عينية؛ لم تطهر عنده بالدباغ.
والدباغ هو: عملية إزالة الدم والعصب الملتصق بالجلد باستخدام الملح والقرظ وما شابه ذلك.
ويرجع سبب الخلاف في هذه المسألة إلى التعارض بين الأدلة الحاظرة، ومنها: قوله -صلى الله عليه وسلم-: (لاَ تَنْتَفِعُوا مِنَ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلاَ عَصَبٍ) (رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني)، والأدلة المبيحة، ومنها: قوله -صلى الله عليه وسلم-: (أَيُّمَا إِهَابٍ دُبِغَ؛ فَقَدْ طَهُرَ) (رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني).
فمن راعى عموم الحديث الأول؛ قال: لا يطهر جلد الميتة لا بالدباغ ولا غيره، وحمل الحديث الثاني على جلود الحيوانات المذكاة، ومن راعى عموم الحديث الثاني؛ قال بطهارة جلد الميتة إذا دبغ، وحمل الحديث الأول على الجلود التي لم تدبغ.
ورغم هذا الخلاف المعتبر المشهور بين أهل العلم إلا أن عامتهم -من يقول بطهارتها بعد الدباغ ومن لا يقول بذلك- يقولون بعدم طهارة جلد من كان نجس العين حال حياته -كالخنزير- ولو دبغ؛ لأنه نجس العين حال الحياة فلا يتغير حكمه بعد الموت؛ فلا تؤثر فيه إزالة قدر آخر من النجاسة، وهي الدم والعصب.
وأقرب الأقوال إلى الصواب القول بطهارة جلد الميتة إذا دبغ إذا لم يكن نجس العين حال الحياة كالخنزير؛ لما في ذلك من الجمع بين الأحاديث التي تنهى عن استخدام جلد الميتة والتي تأذن فيه؛ فيحمل المنع على غير المدبوغ، والإذن على المدبوغ؛ وهو ما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حينما وجدهم يجرون شاة ميتة لميمونة -رضي الله عنها- فقال لهم -صلى الله عليه وسلم-: (هَلاَّ أَخَذْتُمْ إِهَابَهَا فَدَبَغْتُمُوهُ فَانْتَفَعْتُمْ بِهِ؟!) (متفق عليه).
وأما استثناء الخنزير؛ فلنص القرآن عليه أنه (قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ) (الأنعام:145).
الحاصل: أن عامة الفقهاء على أن الدباغ إذا كان يزيل النجاسة العالقة بالجلد فلا يكفي ذلك حتى يتم البحث في الجلد ذاته حال الحياة: هل هو طاهر أم نجس؟(1).
وفي ضوء هذه المسألة الفقهية وعللها وفوائدها نعبر إلى المسألة الثانية، وهي: مسألة الاحتفالات البدعية التي أحدثها الناس كـ"المولد النبوي"، وغيره من المواسم "الموسومة بأنها إسلامية"! وكـ"عيد الأم"، وغيره من الأعياد الاجتماعية، وغير ذلك من الأعياد التي استحدثها الكفار ونقلها عنهم بعض دعاة "التغريب"، أو بعض أعياد الشعوب الهالكة أو أعياد اليهود والنصارى التي أقبل عليها بعض المسلمين كـ"عيد شم النسيم"، وغيره!
ثـُم إنَّ هذه المناسبات: الديني منها والاجتماعي قد أحدث الناس فيها من صور الاحتفالات ما أجمع العقلاء على فسادها؛ كما تجد في "بدعة الموالد" من: رقص وغناء وفجور!
وكما تجد حتى في مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- من أغانٍ ومدائح فيها من الشركيات ما فيها، بالإضافة لما فيها من الموسيقى، وهذا بالنسبة للصوفية ومدمني الموالد، وأما عامة الناس: فالمناسبة عندهم أكل لحم وحلوى، وهذا عندهم هو علامة حب النبي -صلى الله عليه وسلم-! وأما من سقى الناس شرابًا في ذلك اليوم فقد جاوز عند نفسه المدى في محبة النبي -صلى الله عليه وسلم-!
وأما "شم النسيم" وما شابهه من الأعياد الشركية؛ فحدث ولا حرج عن مظاهر الفسق والفجور، وقتل الفضيلة وذبح العفاف إلى غير ذلك من الصور...!
هذا هو الواقع! ولكن مع ذلك اختلف الناس في تكييفه الشرعي.
وإذا استصحبنا المثال السابق حول جلد الميتة والخنزير؛ فيمكن التعبير عن مواقف الناس منها على النحو التالي:
1- منهم مَن رأى أن هذه البدع من حيث الأصل ضلالة مردودة، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ؛ فَهُوَ رَدٌّ) (متفق عليه)، وكما قال -عليه الصلاة والسلام-: (وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ) (رواه مسلم)، فهي منصوص على حرمتها كما أن الخنزير منصوص على نجاسته، وأن ما يحدث من طقوس احتفالية بها يزيدها فسادًا، كما أن الدم والعصب يزيدان جلد الخنزير نجاسة، ومسلك هذا الفريق لا تخفى قوته وحجته.
2- ومنهم من رأى أن كثيرًا منها لا سيما الديني منها -كالمولد النبوي- والاجتماعي -كعيد الأم- داخل في البدعة الحسنة، وأن طريقة الاحتفال بها -أيضًا- داخلة في البدعة الحسنة من الطعام أو الشراب أو الحلوى أو غيرها، وإن كان يضطر -أحيانـًا- إلى إنكار ما يتم فيها من منكرات صارخة، وبعضهم لا ينكر هذه المنكرات إلا عند المناظرة مع المتمسِّكين بالسنة من باب الحيدة في المناقشة، كما يفعل كثير من الصوفية الذين يتبرءون من المفاسد التي تحدث في الموالد مع علمهم أنه لولا هذه "المخازي" ما كان المولد! ثم تجد أحدهم وقد ضرب خيمته في "المولد" ومن حولها تتناثر خيام الغواني والقمار، ولا يحرك لذلك ساكنًا!
فهؤلاء كمن يستحل جلد الميتة قبل الدباغ متمسكًا بأنها تطهر بالدباغ مع أنها لم تدبغ بعد! ومع أنها نجسة لا لكونها ميتة فقط؛ بل ولكونها جلد خنزير لا ينفع فيه الدباغ!
3- وأما الفريق الثالث فهو: فريق عقله مع الفريق الأول الذي يدعو إلى تصحيح عقائد الناس وعوائدهم، وعينه على الكمِّ الرهيب ممن يحتفلون بهذه البدع أو يتمسكون بهذه العادات، فحاول هؤلاء التوسط لا سيما ومعظمهم محسوب على مدرسة الأستاذ "حسن البنا" الذي قال في توصيف جماعته: "دعوة سلفية وحقيقة صوفية"، فتبنى هؤلاء القول بتقسيم البدعة "في الدين" إلى: بدعة حسنة وبدعة سيئة، وهذا مخالف لكلام النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي قال: (وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ)، ثم وضَّح هذا بقوله: (مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ؛ فَهُوَ رَدٌّ)، فدل هذا على أن كل بدعة في الدين ضلالة.
وأما ما ينقسم إلى: حسن وقبيح، أو بالأحرى يدور على الأحكام الخمسة فهو: "البدع الدنيوية"، وهذا هو مقصود العلماء الذين قالوا بالبدعة الحسنة: كالعز بن عبد السلام وغيره.. حتى جاء دعاة "الصوفية" فوجدوا في هذا القول بابًا يسوِّغون به رقصهم وغناءهم إلى أن ضاهوا به دين اليهود والنصارى، بل ضاهوا به دين المشركين الذين قال الله فيهم: (وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً) (الأنفال:35)! وأخذ هؤلاء يحاولون تمرير كل ما يمكن وصفه بالحسن من البدع المحدثة.
ومن عجيب الأمر أنهم يضطربون في هذا اضطرابًا عجيبًا؛ فبينما يرى معظمهم أن "بدعة عيد الأم" من أحسن ما اخترع الناس - لما فيها من بر الأم-؛ يرى الأستاذ "محمد حسين" والذي رفع عن كثير من البدع وصف البدع في كتابه: "تجلية البدع" وعلى الرغم من أن "عيد الأم" عنده عادة وليس بدعة؛ إلا أنه يراها عادة سيئة؛ لما فيها من جرح مشاعر فاقد الأم(2). فهؤلاء قريبون من الفريق الثاني، إلا أنهم أكثر تناقضًا واضطرابًا!
وما زالت المناقشات والدراسات سجال بين الفريقين في مسألة: البدع الإضافية، وهل يشملها وصف البدعة الضلالة كما بينه شيخ الإسلام "ابن تيمية" -رحمه الله- في مواطن متعددة من الفتاوى، و"الشاطبي" في موسوعته الشاملة عن البدع "الاعتصام"، ومن جرى على طريقتهم، ومن أبرزهم من المعاصرين: الشيخ "على محفوظ" -رحمه الله- عضو "هيئة كبار العلماء في الأزهر" سابقًا، أم إنها قابلة للتحسين كما فهمه بعض متأخري الفقهاء المتأثرين بالصوفية من كلام العز بن عبد السلام -رحمه الله-؟
ويمكن الرجوع في الرد على القائلين بالبدعة الحسنة في أمر الدين إلى كتاب "الشاطبي" أو إلى كتاب الشيخ "على محفوظ" -رحمهما الله تعالى-.
4- وزاد في الآونة الأخيرة فريق من دعاة السنة ممَّن كان لهم موقف مبدئي رافض لتقسيم البدعة في الدين إلى: بدعة حسنة وبدعة سيئة، ولم يصدر عنهم موقف مخالف لذلك، ومع هذا يدعون إلى تمرير بعض الأمور التي هي على طريقتهم القديمة -والأصل بقائها- بدعة؛ بدعوى أنه يمكن تغيير طريقة احتفال الناس بها إلى طريقة بنـََّاءة شرعًا، ويأتي على رأس البدع التي حظيت بهذا "التمرير" بدعتان:
الأولى: "الاحتفال بالمولد النبوي"؛ لما يمكن تحميله لهذه المناسبة من معانٍ شرعية لا يختلف عليها اثنان: كحب النبي -صلى الله عليه وسلم-، واتباع سنته، والدعوة إليها.
الثانية: "عيد الأم"؛ لما يمكن تحميله لهذه البدعة من معاني بر الأم وإكرامها.
وربما توسط البعض فتطوع بنقل كلام من يجيز بدعة "المولد النبوي" من باب الرأي والرأي الآخر دون أن يقرَّ بمشروعيته حتى وإن تغيرت طريقة الاحتفال به، وبتدبر هذا المسلك تجد أن فيه قدرًا من الغموض لابد لصاحبه من إزالته.
ولنرجع إلى المثال الذي ذكرناه آنفًا وكيف أن الفقهاء المتقدمين لم يبحثوا أثر الدباغ إلا بعد التأكد من طهارة الأصل، ونحن وهُمْ نرى أن كل بدعة في الدين ضلالة حتى ولو كانت بإضافة صفة ثانوية لعبادة مشروعة، كما أنكر عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- على من جعلوا لهم إمامًا في الذكر.
فكيف نأتي إلى مناسبة بدعية احتفـَّت بها مفاسد أخرى فننشغل بهذه المفاسد وإزالتها عن أصلها -هذا إذا أزيلت- مع أن الواقع يقول: إن البدع طالما مُرِّرت؛ مرت بعُجرها وبجرها -كما يقولون-؟!
فحال هؤلاء الأفاضل كحال من يحاول "دباغ جلد الخنزير" مع أنه يعلم نجاسته حتى لو دبغ! فهل يستقيم هذا المسلك؟ اللهم إلا إذا كانوا قد غيَّروا رأيهم في قضية البدعة الحسنة، ومع أننا لا نتمنى هذا إلا أنه على فرض حصوله فإن إعلانه وإبرازه أفضل؛ حتى تستقيم لكل داعية فروعه على أصوله.
وبعد أن بيَّنا أن البدعة كجلد الخنزير لا يجدي معها الدباغ نعود فنناقش هؤلاء الأفاضل فنقول:
هل بالفعل تم لهم هذا الدباغ؟ وبعبارة أخرى: هل تحول المحتفلون بـ"المولد النبوي" من الصوفية ونحوهم من مجالس الرقص والغناء -المسماة زورًا وبهتانـًا بـ"مجالس الذكر"- إلى تدارس البخاري ومسلم أو دعوة الكفار إلى الإسلام أو التصدي لحملات الكفار ضد النبي -صلى الله عليه وسلم-؟! بل هل غيَّر أحد العوام سلوكه في "المولد النبوي" فاشترى لأولاده نسخًا من "رياض الصالحين" -مثلاً- بدلاً من حلوى المولد؟!
لقد استدل أحد هؤلاء الأفاضل على مسلكه بفشل دعاة السنة في اقتلاع البدع وهذا مسلك خطير؛ فعلى فرض أن دعاة السنة فشلوا فالله -تعالى- لم يأمرهم إلا بالبلاغ، ومع هذا فالدعوة إلى السنة تكسب كل يوم أرضًا جديدة -بفضل الله تعالى-.
ولكن الدعوة التي لم تلقَ أي تجاوب هي دعوة هؤلاء الأفاضل لأهل البدع لأن يغيروا طريقة احتفالهم؛ لأن أهل البدع لهم مرجعيتهم التي يرجعون إليها، والعوام كلٌّ يدور في فلك أحد الاتجاهات ويأخذ منها، ومَنْ منهم يرجع إلى الدعاة السلفيين لا مانع عنده مِن ترك البدع، ومَن يرجع إلى الصوفية أو المتربين بها لن يأخذ بتلك الطريقة المعدَّلة في الاحتفال.
ثم إن هذا الدباغ -أيضًا- ناقص من جهة أخرى؛ وهي أنه مهما بالغ الدابغ في دباغه فلن يستطيع أن يقتلع فسادًا لازمًا مع كل بدعة، وهي ما تقوم به من الإلهاء والتفويت والانشغال عن سنن كانت أولى بالرعاية والعناية، كما يشغل "عيد الأم" -شئنا أم أبينا- المحتفل به عن البرِّ الحقيقي؛ لشعوره بالإشباع من ذلك اليوم، وكما يشغل الاحتفال بـ"المولد النبوي" عن الحب الحقيقي للنبي -صلى الله عليه وسلم-، والتجربة خير شاهد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تجدر الإشارة هنا إلى أن بعض أهل العلم يرون طهارة الخنزير حال الحياة، وهو مخالف للنص، كما أن البعض الأخر يقول بنجاسته هو والكلب، والراجح أن النجس من الكلب لعابه دون عينه، كما تجدر الإشارة إلى أن "الظاهرية" أعملوا عموم حديث: (أَيُّمَا إِهَابٍ دُبِغَ فَقَدْ طَهُرَ) حتى في جلد نجس العين حال الحياة، ولم يلتفتوا إلى التعليل، وإن كان البعض قد خرََّج لهم تعليلاً بأن نجاسة الجلد والشعر عندهم ليست أصلية؛ وإنما أتت مما يتشربه من اللحم، وممَّن أعمل عموم هذا الحديث أيضًا "أبو يوسف"? وهو ممَّن يقول بالتعليل؛ ولذلك عد ذلك في حقه من الغفلة كما حكاه المناوي في "فيض القدير" عن ابن العربي قال: "(دِبَاغُ كُلِّ إِهَابٍ طَهُورُهُ)? (رواه الدارقطني، وصححه الألباني)، عامٌّ في كل جلد يقبل الدباغ لا مطلق فخرج المغلظ. قال ابن العربي?:? وزَعْمُ بعض الغفلة -وهو أبو يوسف- أن جلد الخنزير يطهر بالدبغ تعلقـًا بالعموم?:? لا وجه له?". اهـ.?
(2) وهذا الذي قاله هو بعض ما في البدعة من مفاسد، ولو تأمل كل واحد في كل بدعة؛ لخرج منها بمفاسد تزيد أصلها الفاسد فسادًا، وللتدليل على صدق ما قال ننقل هذه الأبيات من قصيدة بعنوان: "ارحموا اليتيم وفاقد الأم من عيد الأم"، وهي لأحد شعراء العامية يُدعى: "سامر غزال"، يقول فيها:
بالـعـيــد قـالــولي بشـفـافــيـّة شو جبت شو رح تشتري هـدية
غصّت جروحي وقلت مالي أم غــــرقت الدنيـة بدمــع عينيــــّة
مّر الحـكي والقـلب شـعـلة نار غــصــب عــنـي لا تــلـومـــوني
إلى أن قال:
وقالـوا اللي مالـو أم مالوا عيد عـيـّد عـليَّ الأهــــر يـا أمــــي
وهذا آخر يكتب في أحد المنتديات الشبابية مشاركة جاء في خاتمتها:
"رجاء حار لكل من يقرأ يضم صوتي إلى أصوات كل من فقد أمه... "21 مارس" صعب علينا أوي من احتفالات وأغانٍ تؤلمنا نحن فاقدي الأم، وهذه بدعة، وكل بدعة ضلالة".