السؤال:
أعمل بشركة ملاحة على السفن وأرجو من فضيلتكم إفادتي في هذه الأمور حيث إنها مصدر الخلاف في هذا العمل وأعتذر لكثرة الأسئلة:
1- هل لي الجمع والقصر في الصلاة في أثناء السفر؟ وهل يختلف الحكم في حالة الوجود في المواني -تتراوح الفترة في الميناء حسب نوع البضاعة- "وإذا كان أن لا أقصر في المواني فهل أبدأ من أول وصولي للميناء أم بعد فترة معينة"؟
2- في حالة الجمع بين الصلاتين هل يجوز لي أن أقول أذكار ختم الصلاة بعد صلاة العصر -مثلا- بعد أن أصليها بعد الظهر أم يجب أن أنتظر دخول وقت العصر؟
3- أصلي عندما يحين وقت الصلاة ولا أنتظر وقت الإقامة فما الحكم؟
4- تتحرك السفينة بقوة نتيجة الطقس وعند الصلاة وأحيانا لا أستطيع الحفاظ على توازني فهل يجوز لي أن أمسك بشيء ما في حالة إذا ما اختل توازني كي لا أسقط؟
5- هل يجوز أن أجمع جمع تأخير أو تقديم في حالة أني في العمل ولا أستطيع الصلاة في الميعاد المحدد؟
6- من مبطلات الصلاة الانحراف عن جهة القبلة، فهل تبطل الصلاة عند تغيير السفينة اتجاهها مع العلم أن السفينة لا تسير في خط مستقيم نتيجة الأمواج والرياح... الخ؟
7- أقوم بحساب أوقات الصلاة أثناء السفر وأزيد على الوقت الناتج 5 دقائق على سبيل الاحتياط فما الحكم؟
8- هل يجب علي الإفطار في رمضان لأني على سفر أم يجوز لي الصيام مع العلم أنه بطبيعة العمل فترة الأجازة تكون قصيرة حتى أقضي؟
9- في بعض الأيام تكون السماء غائمة ولا يظهر الأفق لأتأكد من غياب الشمس حتى أفطر فهل أنتظر حتى الليل؟
10- ما حكم الأكل إذا كان الطباخ غير مسلم ولا من أهل الكتاب؟ وهل يختلف الحكم إذا كان شيعي أو علوي؟
11- أحيانا يكون الطعام غير محدد بعلامة "حلال" كمرقة الدجاج والسمن... الخ فما حكم الطعام المصنوع من هذه المكونات؟
12- ما حكم العصائر والمخبوزات التي لا تحتوي على مشتقات الخنزير أو الكحول "عندما قرأت المحتويات لم أجدها" وغير موجود عليها علامة "حلال" في بلد أهل كتاب، وفي بلد غير أهل كتاب؟
13- أكثر الأدوية الموجودة على السفن تكون مصنوعة في دول غير إسلامية وقد قرأت الفتوى بخصوص الجيلاتين المستخدم في الأدوية أنه من الخنزير فهل يوجد بديل لها حيث إني لا أستطيع شراء كل الأدوية لكل الأمراض التي من الممكن أن أصاب بها قبل السفر؟
14- قرأت في الفتوى الخاصة بأن الكحول الإيثيلي نجس فهل يوجد بديل له حيث إنه شائع الاستخدام "في التعقيم وقبل الحقن" على السفن؟
15- مدة السفر عن بلدي تتراوح من 6 إلى 12 شهر فهل علي إثم إن تركت زوجتي هذه المدة مع العلم أنها كانت تعرف هذا قبل البناء، وأحيانا يتاح أن تسافر إلي فهل يجوز أن تسافر إلي وحدها بالطائرة؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
1- فيجوز جمع التقديم والتأخير أثناء السفر، وأما إذا نزلت إلى الميناء ودخلتم البلد ولم تبقوا في السفينة وكانت مدة الإقامة داخل البلد معلومة أكثر من أربعة أيام "21 صلاة" فعليكم الإتمام، وأما إذا بقيتم في السفينة وكان نزولكم للبلد لمجرد قضاء بعض الحاجات ومسكنكم لا يزال في السفينة فلكم القصر والجمع؛ لأن الميناء خارج البلد، وليست السفينة في الميناء موضع إقامة، وعندما لا يجوز لك القصر في المواني فأنت تتم من يوم الوصول.
2- تقول أذكار ما بعد الصلوات -"وليس هناك ما يسمى في الشرع ختم الصلاة يكون بعد الصلاة فالصلاة تختم بالسلام"- بعد الصلاة الثانية منهما؛ لأن هذا وقتها في حقك، وأذكار المساء يجوز لك أن تقولها بعد العصر كذلك حتى ولو لم يدخل وقتها الأصلي.
3- الواجب لكل جماعة أن يؤذنوا ويقيموا حتى لو لم يصلوا نافلة بينهما؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ فَأَذِّنَا وَأَقِيمَا، ثُمَّ لِيَؤُمَّكُمَا أَكْبَرُكُمَا) (متفق عليه).
4- يجوز لك أن تمسك بما يمنعك من السقوط؛ لأن القيام واجب بقدر الاستطاعة، وهذه استطاعتك.
5- يجوز جمع التقديم والتأخير طالما كنت في السفر، ولا حرج أن تجمع عند الحاجة وبغير حاجة، ولكن الأفضل ألا تجمع إلا عند الحاجة ككثرة العمل كما ذكرت.
6- الانحراف اليسير لا يبطل الصلاة؛ لأن الواجب على البعيد عن الكعبة الجهة وليس عين الكعبة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأهل المدينة ومن على سمتها: (مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قِبْلَةٌ) (رواه الترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني)، وأظن أن تحرك السفينة يستغرق وقتـًا طويلاً حتى تنحرف انحرافـًا كبيرًا تكون الصلاة فيه قد انتهت، وأما إذا كانت الصلاة أثناء المناورة قبل دخول الميناء والتحرك سريع والتغير كبير، والصلاة فريضة فيلزمك الانحراف مع تغير اتجاهها حتى تكون في اتجاه القبلة، أما إذا كانت الصلاة نافلة أو كان التحول يسيرًا ولو في الفريضة فالصلاة صحيحة.
7- الاحتياط المطلوب في الفجر حتى تشاهد أول ضوء للفجر بعينك، أما الأوقات الأخرى فهي دقيقة لا حرج عليك أن تصلي على الحساب الدقيق، ولو أخرت أيضًا فلا حرج.
8- الإفطار في رمضان رخصة للمسافر وليس بواجب عليه إلا إذا كان يشق عليه الصوم ويعرض عن الرخصة أو يؤدي به الصوم إلى ترك واجب كالجهاد الواجب، أو القيام في الصلاة؛ فعند ذلك: (لَيْسَ مِنَ الْبِرِّ الصَّوْمُ فِي السَّفَرِ) (متفق عليه)، والأفضل الأيسر.
9- إذا كانت الشمس غائمة ومر وقت الغروب المعلوم "بالحساب أو العادة" شرع الفطر، بل واستحب المبادرة والتعجيل به، ولا يلزم ولا يستحب الانتظار إلى الليل.
10- الطباخ لا عبرة به إلا أن يضع في الطعام خمرًا أو أن يذبح خنزيرًا؛ فامنعوه من ذلك، والشيعة الروافض قبل إقامة الحجة عليهم فهم من أهل القبلة "مسلمون"، أما العلوي فهو مرتد نوعًا وعينـًا، ولكن طالما لا يذبح -"والذي أعلمه أنه لا يوجد ذبح على السفينة وإنما هي مجمدات"-، فلا حرج في طبخه.
11- أما مرقة الدجاج المستوردة مجهولة المصدر؛ فلا يجوز الأكل منها؛ لأنه في مكوناتها من الدجاج الذي لا يعلم حصول التزكية فيه، والأصل في الذبائح الحرمة. أما السمن "وليس الشحوم المستخرجة من شحوم الحيوانات" فالأصل في السمن المصنوع من اللبن وكذا الجبن الحل طالما لم يكن من الخنزير، أما الشحوم فلابد أن تكون من حيوان مذكى "حلال"، والمجهول لا يجوز الأكل منه.
12- العصائر والمخبوزات الأصل جواز أكلها؛ لأنها ليست من الذبائح حتى تتيقن وجود سبب يحرمها كوجود الخنزير، فما لم يكن فيها خنزير فهو جائز حتى ولو لم يكتب عليه حلال سواء كانت من بلاد أهل الكتاب أم من غيرها، وللعلم عامة دول أوروبا لا يعتبر سكانها أهل كتاب؛ لأن كثيرًا منهم أو أكثرهم بلا دين، والبلد الذي به أهل كتاب وغيرهم لابد من معرفة من الذابح في حالة الذبائح وإلا حرم الأكل.
13- لا يجوز تناول الأدوية المصنعة في الخارج من جيلاتين الخنزير، ويمكنك تفريغ محتويات الكبسولة في ماء أو طعام وتناولها بلا ضرر.
14- بدائل الكحول كثيرة منها السافلون، والديتول، والفينول، والبيتادين.
15- إذا كانت زوجتك ترضى وأظنها راضية عند زواجها منك؛ فلا إثم عليك، ولا يجوز أن تسافر إلا مع ذي محرم إلا عند الضرورة كالوقوع في الزنا مثلاً.