كتبه/ غريب أبو الحسن
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
- فحظر جماعة الإخوان المسلمين في الأردن لا ينبغي أن يُقابَل بالشماتة ولا بالتشفي، بل هو درس وعبرة للتعلم والتفكر.
- نفت جماعة الإخوان المسلمين عِلمَها أو موافقتها على ما قام به عدد من منتسبيها، بل وطالبت بمعاقبتهم إن ثبت عليهم الفِعل.
- وعمومًا: السعي لامتلاك السلاح داخل أي دولة لزعزعة استقرارها، وجعل بأس أبنائها بين أنفسهم، إفساد في الأرض.
- ومَن يسعى لامتلاك السلاح لدعم المقاومة، دون النظر لعواقب ذلك، وكيف ستنظر الدول لمن يصنع ويخزن السلاح داخل أراضيها -حتى إن كان حسن النية-، ويتوهم تسامح الدول مع ذلك! فهو واهم غافل يُورِد نفسه ومن حوله موارد الهلاك.
- ومن أعظم الغفلة أن يقوم أفراد بفِعل يترتب عليه الضرر لهم ولجموع من المسلمين.
- وأما إذا كان الغرض: انطلاق الهجمات من الأردن نحو الكيان، وتوريط الأردن في حرب مع الكيان دون اعتبار لميزان القدرة والعجز؛ فهو تكرار لما حدث في غزة، وكأننا لم نكتفِ بحجم الفاجعة هناك.
- ما حدث يبرهن على خطورة الفتاوى التي تُطلِقُها الهيئات التابعة للإخوان، والتصريحات التي يُطلِقُها بعض من ينتسب للجماعة أو للفكر القطبي الصدامي، والتي لا اعتبار فيها للقدرة والعجز، ولا للمصلحة والمفسدة، والتي تحث الأفراد على الانقلاب على جيوشهم، وعلى إسقاط دولهم، وأن تحرير فلسطين يبدأ بتحرير العواصم العربية! وأثر تلك الفتاوى والتصريحات على انفلات الأفراد وتعدي هذا الانفلات ليسبب الضرر للعباد والبلاد.
- والعجيب: أن كل تلك الفتاوى والتصريحات تنطلق من أفواه تعيش في دول عربية وأوروبية، يلتزمون فيها بأمن تلك الدول، ويعملون قاعدة المصالح والمفاسد على أنفسهم، ولا يستطيع الواحد منهم أن يوجه مجرد انتقاد لسياسات تلك الدول التي يعيشون فيها رغم دعمهم للكيان؛ فهل يفيق من لا يزال يُخدَع فيهم؟!