الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
السبت 23 أغسطس 2008 - 22 شعبان 1429هـ

رمضان.. وللبذر آنٌ

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛


فإن الله تبارك وتعالى يخلق ما يشاء ويختار، فخلق الشهور واختار منها رمضان، وفضَّله على سائر الشهور بفضائل عدَّة؛ فهاهي أبواب الجنان مفتَّحة، وأبواب النيران مغلَّقة، والشياطين مصفَّدة من أول يوم من رمضان.


هيَّأ الله عز وجل في هذا الشهر الكريم لعباده أسباب الطاعة والتعرض لنفحات الخير، وفتح لهم أبواب رحمته، وأغلق عنهم أبواب عذابه، فلا عجب أن تنزل البركات والرحمات على عباد الله المؤمنين، وأن ترى هذا الإقبال من المسلمين ـ صالحهم وطالحهم ـ على طاعة الله عز وجل، كلٌّ بحسبه وعلى قدر توفيق الله تبارك وتعالى له إلى طاعته.


فكم من تارك للصلاة أقبل على الصلاة في هذا الشهر! وكم من هاجر للقرآن أزال التراب عن مصحفه وأقبل بقلبه على كلام ربه! وكم من قاطع للرحم رجع إلى ربه ووصل رحمه المعلقة بالعرش! وكم من مسجد فتحت أبوابه وأوقدت سرجه وامتلأ بالمصلين في الصلوات المفروضة بل المستحبة، كصلاة القيام!


ولما كان الدعاة إلى الله هم ورثة أعظم مهمة في هذه الدنيا، ألا وهي مهمة الأنبياء، ولما كانوا أحرص الناس على الناس، وجب عليهم أن يحرصوا على استغلال هذا الموسم الذي تتيسر فيه أسباب الطاعات، ويقبل الناس فيه إلى ربهم، ووجب عليهم أيضًا ـ مع اهتمامهم بتزكية أنفسهم ـ ألا يقتصر اهتمامهم بالنفع الشخصي، بل يجب عليهم أن ينشغلوا أيضًا بالنفع المتعدي، وزرع بذور الالتزام بدين الله عز وجل في القلوب، ولا عجب أن يعتني الزارع بالبذر في خير مواسم الزرع حتى يجني أطيب الثمار بعون الله عز وجل.


وها هي دعوة للحوار تفتح أبوابها للأفكار الدعوية التي يمكن أن يستفيد منها الدعاة إلى الله عز وجل في هذا الشهر الكريم، فشاركنا؛ فلن تعدم أن تكون مفيدًا أو مستفيدًا.