كتبه/ مصطفى دياب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فإن أعظم ما يملكه المسلم في حياته هو وقته، فإن قضاه في طاعة الله؛ فقد أحسن، وإن أهدره في معصية ولغو؛ فقد أساء، والشباب المسلم اليوم يحتاج إلى التوجيه والإرشاد حتى يستثمر وقته فيما يقود إلى رضوان الله والجنة، وعلى الطليعة المسلمة أن تعي دورها، وتعلم واجبها، وتعرف مهمتها، وتتحصن بالعلم النافع والعمل الصالح، والتربية الربانية، والأسوة النبوية، فلا يضرها كيد الأعداء وسهام المضلين وأهواء المنحرفين.
وهذه السطور التي بين يديك -فتى الإسلام- سلسلة من التوجيهات الإيمانية للارتقاء بحياة الفتى المسلم، وفي هذه اللقاءات -إن شاء الله- نتعرض لتوجيه واحد، نحاول أن نتربى عليه حتى يتم البناء وتكون هذه التوجيهات لبِنات في بناء شخصية الفتى المسلم السلفي.
أخي -فتى الإسلام- اقرأ وتدبر وطبق ما تقرأه، وحوله إلى واقع في حياتك، تنعم بالخير العظيم إن شاء الله.
هل تحافظ على جميع الصلوات في المسجد جماعة؟
وذلك؛ لأن صلاة الجماعة واجبة على الرجال، يقول ابن مسعود -رضي الله عنه-: "وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلاَّ مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى بِهِ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ في الصَّفِّ" رواه مسلم.
فنظم عملك ومذاكرتك تبعًا للصلوات المفروضة، واحرص على الصلاة في أول وقتها، بل وعلى إدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام، فقد قال السلف: "إذا رأيت الرجل يتهاون في تكبيرة الإحرام؛ فاغسل يديك منه"، وقال تعالى: (إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا) (النساء:103)، وقال سبحانه: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الوُسْطَى وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ) (البقرة:238).
وعن أبى هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ أَو رَاحَ؛ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ نُزُلاً كُلَّمَا غَدَا أَو رَاحَ) (متفق عليه).
وعن جابر -رضي الله عنه- قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ كَمَثَلِ نَهَرٍ جَارٍ غَمْرٍ عَلَى بَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ) (رواه مسلم).
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: (الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ ما لم تغش الكبائر) (رواه مسلم).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يَأْتِهِ، فَلاَ صَلاَةَ لَهُ، إِلاَّ مِنْ عُذْرٍ) (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني).
فهل هان عليك أمر ربك إلى هذه الدرجة؟... تسمع مناديه ينادي: "حي على الصلاة، حي على الفلاح"، ولا تجيب...! ألا تستحي من الله...؟!
أخي الحبيب، لا تـُحرِم نفسك والآخرين من ذلك الثواب، ولا تبخل عليهم بالنصيحة، واصطحابهم إلى المسجد، فادع إخوانك وجيرانك وزملاءك في العمل، أو الجامعة، أو المدرسة، وسائر من تجده في طريقك إلى المسجد والصلاة و(إِنَّ الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).
وإذا كنت في المسجد فحافظ على آدابه، وكن طلق الوجه لين الجانب، عفيف اللسان، مُـسَلِّمًا على من عرفت ومن لم تعرف، موقرًا لمن هو أكبر منك، رحيمًا بمن يصغرك، سائلاً عن إخوانك، متفقدًا لمن غاب، معلماً لمن جهل، مستمعًا لمن نصح، مشاركًا في أعمال الخير والبر.
الصلاة.. الصلاة:
- الصلاة أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين.
- الصلاة أمر الله، وهي أهم أمور الدين.
- الصلاة مرآة عمل المسلم، وميزان تعظيم الدين في قلب المؤمن.
- الصلاة سبيل المؤمنين، وشعار المفلحين.
- الصلاة زُلفى وقربى إلى الله، وهي مدرسة خُـلُقية.
- الصلاة راحة وسعادة وقرة عين، ونور وبرهان.
- الصلاة منحة ربانية، وهي من سنن الهدى.
- الصلاة شكر لنعم الله، وإغاظة للكفار.
- الصلاة ناهية عن المنكرات، وعاصمة من الشهوات.
- الصلاة كفارة للسيئات، وماحية للخطيئات.
- الصلاة ملجأ المؤمن في الكربات، وحفظ له وحماية.
- الصلاة مجلبة للرزق، ومفتاح للهداية.
- الصلاة نجاة من عذاب القبر.
- الصلاة رافعة للدرجات.