السؤال:
في تفسير قوله -تعالى- (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم)، هل يجوز أن تفسر هذه الآية بأن اليهود قبضوا علي المسيح صلى الله عليه وسلم ورفعوه علي الصليب فعلاً وظنوه مات عليه السلام ثم أنزلوه لما ظنوه أسلم الروح وأن الشبهة التي وقعوا فيها هي هذا الظن منهم أنه أسلم الروح؟ وإن كان هذا القول لا يصح فما دليل ذلك؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فهذا التفسير باطل لا يجوز، ومقتضاه أنهم صلبوه ولم يقتلوه، وقد قال الله -تعالى-: (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ)(النساء:157)، والجملة حالية: أي قالوا ذلك والحال أنهم ما قتلوه وما صلبوه (وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ) أي: ألقي شبهه على غيره، ثم إن النصارى لا يقبلون هذا بل يقولون أنه أسلم الروح، ومات ثلاثة أيام ثم قام من الأموات. فلماذا نترك ظاهر الكتاب والسنة لمحاولة موافقة أخبارهم الواهية خاصة أنهم يُقِرّون أن الحواريين جميعاً تخلوا عنه وقت الصلب وأنكروه وتركوه؟ فهم إذن لم يشهدوا الواقعة، وإنما سمعوا عنها، والناس اشتهر عندهم وقتها أن المسيح قد صلب لحصول التشبيه لهم.
صوت السلف www.salafvoice.com