الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأربعاء 15 أكتوبر 2025 - 23 ربيع الثاني 1447هـ

نصائح وضوابط إصلاحية (63)‏

كتبه/ سامح بسيوني

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

مرحلة اكتشاف الطاقات والبحث عن الاندماج:

هذه المرحلة تسمى في كتب الإدارة بمرحلة الصراع، والحقيقة أنه في العمل الإصلاحي التطوعي الذي ينتهجه الأفراد بحثًا عن مرضاة الله -بعيدًا عن المؤسسات الإدارية الربحية-؛ فإننا يجب أن ننأى بأنفسنا عن هذا المسمى الذي يرسخ لمفهوم الصراع الذي يفترض عدم وجوده في مثل هذه المؤسسات الإصلاحية التطوعية، ويمكننا أن نستبدل ذلك بمفهوم آخر لهذه المرحلة معنون بمرحلة "الاكتشاف والبحث عن الاندماج"؛ حيث إن هذه المرحلة يتوقع حدوثها بطبيعة الحال في بدايات العمل داخل أي فريق بحكم الطبيعة البشرية، ونظرًا لاختلاف طبائع الأشخاص؛ حيث قد يبحث فيها البعض عن مكانه وذاته ومكانته داخل الفريق، كما أنه يحاول في ذات الوقت استكشاف شخصيات مَن حوله ومدى تأثيرهم في عمل الفريق، وقد تبدو الأهداف المطلوب تحقيقها في هذه المرحلة عند بعض أعضاء الفريق صعبة أو غير قابلة للإنجاز، وقد يسود في هذه المرحلة شعور بتضارب وجهات النظر مع وجود مقاومة متباينة بين الأفراد للأطروحات التنفيذية المطروحة من الآخرين.

وقد يبدي بعض الأعضاء في هذه المرحلة سلوكًا يتسم بالجدال والمناقشة والتحدي والتنافس، وقد يتم استخدام وسائل الدفاع السيكولوجية من البعض من تبرير، وانسحاب، وهجوم في الكلام، وقد يميل البعض أيضًا في هذه المرحلة إلى الدفاع الشديد عن وجهة النظر الشخصية مع فقدان السيطرة على الأعصاب، وقد ينفد فيها صبر الأعضاء فيجادلون ويعترضون ويقاومون، وقد يحتد الأمر وينشأ النزاع؛ فيتسبب الأمر في أن يترك بعضهم العمل بالكلية؛ وهؤلاء الأفراد غالبًا هم الذين لا يستطيعون التوافق والتناغم مع أيديولوجية المؤسسة، أو التعامل مع السواد الأعظم من أفراده؛ نتيجة لاختلاف القناعات والتوجهات، أو نتيجة الانشغال بالبحث عن الذات والمكانة داخل الفريق، إلخ.

لذلك لا بد من استيعاب أن هذه المرحلة هي أصعب المراحل في بناء فريق العمل، فيجب التعامل معها بحكمة ليتم الاستفادة منها لتمر بأسرع ما يكون، ويتم الاستفادة منها في سرعة الاندماج لا العكس، فهذه المرحلة إن استمرت -أكثر من اللازم- أو تسببت في إحداث نفور بين الأعضاء، فإنها تكون سببًا في تدمير الفريق، مع ما تسببه من نفرة عند الأفراد مستقبليًّا من الاندماج في أي فريق آخر؛ مما يؤدي إلى فقد الاستمرارية في الأعمال، وعدم تحقيق إنجازات حقيقية مؤثرة للمؤسسة.

ومن ملامح هذه المرحلة:

- يحدث فيها تداخل بين مهام بعض الأعضاء.

- بعض الأفراد لا يعجبه دوره.

- بعض الأفراد لا يعجبه القائد.

- ظهور بعض الخلافات الشخصية.

- محاولة بعض الأفراد الاستئثار بالعمل.

- محاولة بعض الأفراد الاستئثار بالموارد.

- محاولة البعض حجب بعض المعلومات عن الآخرين.

- محاولة إثبات النفس وإبراز الدور الشخصي دون النظر إلى الفريق.

- ظهور تكتلات فرعية داخل الفريق.

لذلك فإن هذه المرحلة تحتاج إلى:

1- كثرة التذكير بفضيلة الاحتساب والأجر المترتب على هذا العمل المؤسسي في الفريق.

2- إعادة توضيح الأهداف والأيديولوجية المميزة للمؤسسة والغرض من تكوين الفريق.

3- معرفة سمات الشخصيات المختلفة للأفراد وطرق التعامل المناسبة مع كل فرد.

4- نشر حقوق الأخوة الإيمانية الواجبة بين الأفراد المتعاونين في الأصل على طاعة الله لتحقيق الإصلاح.

5- استخدم كل الأساليب المتاحة لحلِّ النزاع الذي قد ينشأ بين الأفراد مع العمل على توفيق وتقريب وجهات النظر.

6- قيام القائد للفريق بدوره الرئيس في وضع الأمور في نصابها وفك الاشتباكات وَفْقًا للتوصيف الوظيفي والأدوار الموضوعة بهدوء، مع تعويد فريقه على الروح الجماعية وزيادة الجرعات الإيمانية، ومعاني تحمل المسئولية.

وللحديث بقية -إن شاء الله-.