الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الثلاثاء 07 أكتوبر 2025 - 15 ربيع الثاني 1447هـ

حين تتحول الحماسة إلى عبء بين الجاهل والعالم

كتبه/ محمد صادق

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

ففي حياتنا اليومية، نُشاهِد نماذج مختلفة للتعامل مع الظلم والفساد؛ فبعض الناس يَنْدَفِعون بحماسة، يَصْرُخون ويَكْتُبون ويَنْتَقِدون بلا حساب للعواقب، فَيُزِيدون من حجم الأذى دون أن يُغَيِّروا الواقع. بينما آخرون يَمْلِكون البصيرة، يَعْرِفون متى يَتَكَلَّمون ومتى يَسْكُتون، ومتى تكون الكلمة دواءً ومتى تكون سيفًا على رقاب الأبرياء.

الفكرة المركزية:

- الظلم موجود بطبيعته، وزيادته لا تَحْتَاج جهدًا.

- الجاهل قد يُزِيد الظلم بانْدِفاعه، حتى لو كانت نيته حسنة.

- العالم البصير يُوقِف السلسلة، ويَمْنَع أن يَتَضاعف الشر، ويَبْحَث عن مدخل للإصلاح بأقل الخسائر.

المثال الرمزي:

- قصة الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسًا معروفة.

- العابد الجاهل أغلق أمامه باب الأمل، فأَكْمَل المائة.

- أما العالم فقد فَتَح له باب التوبة، فَغَيَّر مسار حياته، وأَنْقَذ آخرين من أن يكونوا ضحايا لقتله لو استمر في طريقه.

- هنا يظهر الفرق بين الجهل الذي يُضاعف المأساة، والعلم الذي يَقْطَع الطريق على المزيد من الشر.

الواقع اليوم:

- الحماسة قد تَدْفَع شابًا أن يُهاجم أو يَكْتُب أو يَتَصَرَّف بطريقة يَظُنُّها نصرة للحق، لكنها في الحقيقة تَفْتَح عليه أبوابًا من الضرر.

- الحكمة ليست ضعفًا، بل هي قوة تَحْفَظ الإنسان من أن يُضَيِّع نفسه ويُضَيِّع غيره.

الخاتمة:

- ليس كل كلمة في وقت الغضب إصلاحًا، وليس كل صرخة نصرًا للحق.

- الفرق بين الجاهل والعالم: أن الأول يُضيف إلى الظلم ظلمًا، بينما الثاني يُوقف الظلم عند حدِّه، ويَبْحَث عن طريق آمن للتغيير.

الحكمة الحقيقية هي أن تَعْرِف:

متى تتكلم؟

وكيف تتكلم؟

وأين تَضَع طاقتك؟ حتى لا تتحول إلى عبء جديد على نفسك وعلى الناس.