أثر العربية في نهضة الأمة (7)
كتبه/ ساري مراجع الصنقري
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد قرَّرنا أنه ينبغي أن نَسألَ أَنْفُسَنا: كيف نحن الآن؟ وماذا نريد أن نكون؟
فأمّا حالنا الآن؛ فقد بلغ درجةً من الضعف الشديد في جميع مراحل التعليم في المدارس والجامعات، لا يحتاج في اكتشافه إلى مجهود، إذ نشاهده ونسمعه ونلمسه بصُورةٍ أصبحت عادةً من عاداتِ حياتنا اليومية.
ويكفينا لمعرفة هذا الضعف أن نلقي نظرةً خاطفةً -ليس فيها أناةٌ- على أوراق إجابات طلاب المدارس والجامعات، فسنرى ما يُكدِّر الصفو ويُعكِّر المِزاج!
ولو عزم أحدُ المتخصصين على جمع الأخطاء اللغوية والكوارث الإملائية لهؤلاء الطلاب في كتاب لصدر في عشراتِ المُجلَّدات!
فأنا أُحدِّثُك هنا عن طائفةٍ واحدةٍ؛ أمّا لو فتحنا الباب لبيان هذا الضعف، وإظهار هذا العجز: فحدِّث بلا حرجٍ عن ضعفٍ شديدٍ في لُغةِ مُخاطَبة بعض العرب بعضًا، وفي كتاباتهم على المواقع الإلكترونية بأنواعها المختلفة، وفي وسائل الإعلام والصحف والمجلات، وغيرها من مظاهر ضعف حال العوامّ، وأنصاف المثقفين، والمثقفين، والدارسين، والمدرسين، بدرجاتٍ متفاوتةٍ في هذا الضعف، الذي يتطلّب العمل الجادّ على رفع كفاءةِ مستواهم اللغوي، بحسب حال كل طائفة، ومدى حاجتها إلى استعمال اللغة العربية.
ولا يَفوتُنا في هذا المقام أن نُوجِّه النُّصحَ إلى متخذي القرار في بلادنا العربية بتعيين متخصصين في اللغة العربية تكون وظيفتهم هي جمع هذه الأخطاء اللغوية والإملائية التي في أوراق إجابات الطلاب عن الامتحانات الدَّورية والختامية، ومِن الممكن أن يؤدي هذه المَهمَّةَ مُدرِّسو اللغة العربية في هذه المدارس والمحاضرون في هذه الجامعات، ثم انتقاءِ طائفةٍ من المتخصصين وظيفتهم النظر في هذه الأخطاء المجموعة ومراجعتها، ثم طائفةٍ ثالثةٍ من المتخصصين تعمل على تصحيح هذه الأخطاء، ثم طائفةٍ رابعةٍ تعمل على ترتيب هذه التصحيحات وصياغتها بأسلوبٍ سهل، ثم تُسلَّم إلى المدرسين في المدارس والمحاضرين في الجامعات لمواجهة التلاميذ والطلاب بها، مع تدريسها لهم بأسلوبٍ سهلٍ أيضًا، لمحاولة تلافيها في المستقبل، هذا مع تخصيصِ درجاتٍ لسلامة اللغة العربية في إجاباتِ التلاميذ والطلاب في جميعِ مَوادِّهم الدراسية.
وإلى لقاءٍ آخَر -بإرادةِ الله-.
واللهُ المُوفِّق.