كتبه/ محمد صادق
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فالأزمات لا تهدم الصفوف فقط من الخارج، بل قد تنخرها من الداخل إذا تركنا عدوى اليأس تنتشر.
اليأس مثل الفيروس؛ ينتقل من قلبٍ مهزوم إلى آخر بالكلمة، والنظرة، والصمت السلبي، حتى يصبح الجو العام مثقلًا بالانهزامية، ويختنق فيه أي أمل أو حافز للعمل.
الوقاية من هذه العدوى ليست رفاهية، بل واجبٌ قيادي وتربوي لحماية الصف والدعوة من الانهيار النفسي.
لماذا اليأس معدٍ؟
- لأن المشاعر تنتقل أسرع من الأفكار: كلمة محبطة قد تهدم عزيمة شخصٍ أقوى منك.
- لأن الصف وحدة متصلة: ما يصيب أحد أفراده ينتقل بسهولة للآخرين إذا لم يُعالج.
- لأن النفوس في الأزمات أضعف: القلوب الجريحة تكون أكثر عرضة للتأثر بالمشاعر السلبية.
علامات انتشار عدوى اليأس في الصف:
- قلة الحضور في الأنشطة.
- انتشار لغة الإحباط: "ما فيش فايدة!"، "كل حاجة ضاعت!".
- التوقف عن المبادرات الشخصية.
- زيادة النقد السلبي دون تقديم حلول.
إستراتيجيات الحماية والتحصين:
- القيادة القدوة.
- أول ما يبحث عنه الصف في الأزمات هو موقف القادة.
- الثبات العملي -لا الكلام فقط- هو أقوى مضاد لليأس.
إغراق الصف بالرسائل الإيجابية:
- خطابات، مقالات، لقاءات، مقاطع قصيرة تُعيد الأمل.
- استخدام القرآن والسيرة والتجارب الواقعية لإثبات أن الدعوة لا تموت.
تنشيط العمل الميداني:
- العمل الجماعي يرفع المعنويات أسرع من أي خطبة.
- حتى المشاريع الصغيرة تحمي الأفراد من الانعزال.
احتواء الأفراد المحبطين:
- الاستماع لهم دون سخرية.
- تحويل طاقاتهم إلى عملٍ إيجابي تدريجيًّا.
غلق منافذ الإحباط الخارجي:
- تقليل الانغماس في الأخبار السلبية والمجادلات العقيمة.
- نشر بدائل بناءة في الإعلام الداخلي للصف.
دور كل فرد في منع العدوى:
- لا تردد كلامًا محبطًا حتى لو كان واقعيًّا؛ إلا إذا كنت تقدم معه حلًّا.
- شارك في أي مبادرة، مهما كانت صغيرة.
- كن أنت سبب رفع المعنويات لا كسرها.
ختامًا:
- اليأس إذا دخل الصف أصبح خصمًا داخليًّا أخطر من أي عدو خارجي.
- ومقاومته ليست مهمة القادة وحدهم، بل هي واجب كل فرد.
فلنكن جميعًا "صانعي الأمل" في زمن الإحباط، و"حماة الثبات" في زمن الانكسار.