الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الإثنين 06 يناير 2025 - 6 رجب 1446هـ

هل يلزم قتل الجاسوس مسلمًا كان أو كافرًا؟

السؤال:

1- ما حكم قتل الجاسوس الكافر؟ هل هو واجب لازم أم مستحب أم مباح؟ وهل ينتقض عقد الذمي والمعاهَد إذا ثبتت عليه الجاسوسية؟ وهل يلزم قتله في هذه الحالة؟

2- هل يجوز ترك الجاسوس المسلم بلا عقوبة إذا تجسس لصالح الأعداء؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- فالجاسوس الحربي يُخَيَّر فيه الإمام بين القتل والمَنِّ والفداء، والاسترقاق، وأن يضرب عليه الجزية ويجعله ذمة؛ حسب المصلحة. وينتقض عهد الذمي والمعاهَد إذا ثبتت عليه الجاسوسية، ويظل فيه التخيير؛ كما أطلق النبي -صلى الله عليه وسلم- الذين حاولوا قتله بعد الحديبية وعفا عنهم.

2- المسلم إذا كانت هذه زلة منه، وله سابقة خير؛ جاز العفو عنه؛ كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- مع حاطب -رضي الله عنه-؛ لما أرسل كتابًا إلى مشركي مكة جاء فيه: "مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى أُنَاسٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِمَّنْ بِمَكَّةَ، يُخْبِرُهُمْ بِبَعْضِ أَمْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم"، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (‌مَا ‌هَذَا ‌يَا ‌حَاطِبُ؟) قَالَ: لَا تَعْجَلْ عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي كُنْتُ امْرَأً مِنْ قُرَيْشٍ، وَلَمْ أَكُنْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَكَانَ مَنْ مَعَكَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ لَهُمْ قَرَابَاتٌ يَحْمُونَ بِهَا أَهْلِيهِمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِمَكَّةَ، فَأَحْبَبْتُ إِذْ فَاتَنِي مِنَ النَّسَبِ فِيهِمْ، أَنْ أَصْطَنِعَ إِلَيْهِمْ يَدًا يَحْمُونَ قَرَابَتِي، وَمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ كُفْرًا، وَلَا ارْتِدَادًا عَنْ دِينِي. فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكُمْ)، فَقَالَ عُمَرُ: دَعْنِي يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَقَالَ: (إِنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا، وَمَا يُدْرِيكَ؟ لَعَلَّ اللهَ -عز وجل- اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ) (متفق عليه).