حول الموقف الحالي من عملية "طوفان الأقصى"
السؤال:
أولًا: استمعت لكلام المشايخ عن طوفان الأقصى، وفي الحقيقة أصبحت مشوشًا، وأشعر بعدم وضوح في الموقف، وهل تغيرنا موقف الدعوة من عملية طوفان الأقصى أم هو كما كان، فالموقف مختلط عليَّ، ففي بداية الأحداث كان هناك تأييد لطوفان الأقصى، ودعاء للمجاهدين في فلسطين... ثم الآن نسمع بعد المفاسد التي ظهرت، وترتبت من الخراب والضحايا بالأعداد الهائلة أنهم كانوا مخطئين!
ثانيًا: مع أني كنت سمعت الدكتور ياسر يقول فيما يتعلق بطوفان الأقصى أيضًا: أن الأمر مردود إليهم هم، وعليهم أن يأخذوا بقواعد المصالح والمفاسد.
ثالثًا: لكن السؤال الرئيسي في الحقيقة: ألم نكن نعلم من البداية أن اليهود سينتقمون ولا بد، وأن المفاسد ستكون هائلة ولا بد؟ هذا هو مربط الفرس. كيف كنا نتخيل أن اليهود سيسكتون؟ أرجو الرد والبيان وفق هذا التوضيح.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فأولًا: نحن لا زلنا ندعو لأهل فلسطين، وأهل غزة على الخصوص.
ثانيًا: نحن لا زلنا نقول: إنهم إن كانوا اجتهدوا فأصابوا فلهم أجران، وإن اجتهدوا فأخطأوا فلهم أجر واحد، وإن لم يجتهدوا، بل عملوا ما عملوه دون حساب العواقب، ودون رجوع لأهل العلم منهم؛ فهم آثمون.
ثالثًا: ربما كان المتوقع أن ردَّ فعل اليهود كان دائمًا الحفاظ على أسراهم ومبادلتهم بعدد كبير من أسرى المسلمين الفلسطينيين، لكن اليهود في هذه المرة ضحوا بأسراهم؛ فهذا موطن يحتمله الاجتهاد.
والخطر عندي في عدم وجود أي تأمين -بأي درجة- للمدنيين الفلسطينيين، واعتبار مسئوليتهم من دولة الاحتلال، والأمم المتحدة؛ فهذا خلل فظيع!
ولا مانع أن يتغير الاجتهاد؛ خاصة حين يتبيَّن لنا أن مِن مشايخهم وعلمائهم -بل مِن بعض مفتيهم- مَن قد حذَّرهم مِن مثل هذه العمليات من قبل، ولم نكن نعلم فتواهم في ذلك.