كتبه/ سامح بسيوني
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فما زلنا مع الشبهات المثارة حول مشروعية العمل الجماعي المؤسسي التعاوني، والرد على شبهة: أن الجماعات السلفية الإصلاحية لم تكن موجودة على أيام النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة -رضوان الله عليهم-.
خامسًا: قالوا: بعض الآفات قد تظهر في العمل الإصلاحي التعاوني المؤسسي.
فنقول: العمل الجماعي المؤسسي التعاوني تجمع بشري ينتابه بلا شك بعض الآفات التي تنتاب أي عمل بشري، ومن هذه الآفات التي يجب الانتباه إليها لعلاجها وضبط البوصلة فيها:
1- من أعظم الآفات التي قد تكون سبب في هلاك المجتمعين في أي كيان: انحراف الفكر، أو ضلال المنهج الذي يجتمع عليه الأفراد.
2- التفلت من الالتزام الجماعي عند البعض، وعدم تحمل مسئولية وتبعات القرارات الجماعية المؤسسية طبقًا للرؤى الشخصية أو النزعات العاطفية؛ مما يضعف أثر العمل المؤسسي.
3- التنافس المذموم والتطلع إلى المكانة بين الأفراد العاملين داخل فرق العمل العاملة في الكيان المؤسسي.
4- قد يظهر نوع من التكاسل والتواكل والاعتماد على الآخرين؛ بسبب عدم وضوح المهام وعدم وجود توصيف وظيفي واضح.
5- قد يظهر نوع من التعصب والتحزب الممقوت للكيان، أو النظر إلى من هو خارج الكيان بعين العداوة والانتقاص.
6- قد يحدث تقوقع وتحوصل داخلي من أفراد الكيان والانكفاء على أنفسهم؛ مما يتسبب في حدوث عزلة سلبية عن البيئة المحيطة.
7- قد يحدث تماهي مع البيئة المحيطة، والتأثر بضغط الواقع؛ مما يؤثر على تميز الكيان الإصلاحي وفقده للبوصلة المميزة له.
8- قد يهمل الفرد نفسه فيقصر في بنائها ويهمل الجانب التعبدي أو العلمي؛ اعتمادًا على التكامل داخل فرق عمل الكيان.
9- قد يحدث نوع من الاستعلاء والنظر لأعمال الآخرين بشيء من الاستهانة والتحقير.
10- قد يستبطئ البعض النتائج المرجوة؛ فيصاب بالإحباط؛ نظرًا لأن العمل المؤسسي الإصلاحي يحتاج إلى وقت لتحقيق نتائج ملموسة، عكس العمل الفردي والذي قد تكون نتائجه أسرع.
وبناءً على هذه الآفات التي يتوقع حدوثها بحكم بشرية الأفراد واختلاف الطبائع بينهم داخل أي كيان إصلاحي، فإنه لا بد من بيان المرتكزات والضوابط اللازمة كعوامل لعلاج الآفات، وضمان النجاح في أي عمل تعاوني مؤسسي إصلاحي، وذلك حتى يعي الجميع الواجبات التي عليه ويحرص الجميع على علاج الآفات، واستكمال مرتكزات النجاح في الكيان ليتحقق الإصلاح المنشود بنجاح، وهذا ما سنفرد له المحور الثالث في المقال القادم -بإذن الله-.