كتبه/ إسلام صبري
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فمما لا شك فيه: أن القلب ينفطر على ما يحدث لإخواننا في غزة فلسطين، والعين تدمع أو جف دمعها من شدة البكاء ولهول ما يحدث للمسلمين هناك، وهذه بعض الأمور مما يجب علينا فعله تجاه إخواننا عسى أن نقوم بما علينا، فيعفو الله عنا ويغفر لنا تقصيرنا وعجزنا عن نصرتهم.
?- الدعاء ثم الدعاء ثم الدعاء؛ فلا تستهينوا به وقد كان -صلى الله عليه وسلم- يدعو في بدر حتى سقطت بردته، وقال -تعالى- عن المؤمنين عند قتالهم: (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) (البقرة: 250)، ودعا النبي -صلى الله عليه وسلم- على رعل وذكوان.
?- تحقيق الإيمان؛ بفعل الواجبات وترك المحرمات، فلا تظنن بفعلك المعصية وتركك للواجب أنك لست من أسباب الهزيمة وتأخر النصر، معصيتك تؤخر النصر، ولا تقل أنا واحد من ملياريَن؛ لأن الجميع سيقول ذلك إلا من رحم الله، ابدأ بنفسك، (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) (الرعد: 11).
?- التبرع عبر القنوات الرسمية والأهلية المضمونة المعتبرة، وهو جهاد بالمال، ونصرة للمستضعفين والمحتاجين (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) (الحجرات: 15).
?- إحياء القضية في نفسك أولًا وفي أهل بيتك وأولادك، بتعليمهم فضل المسجد الأقصى، وعداوتنا مع اليهود، عبر العصور، وكيف فتحه أمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه-، وكيف حرره صلاح الدين الأيوبي ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.
?- إن كنت داعيةً فبنشر الخطب والدروس والمقاطع وكتابة المقالات التي تنشر القضية، وتطالب بالحقوق، وتعمل على توحيد المسلمين؛ لا تفريقهم وتخوينهم وذمهم بالباطل.
?- نشر العلم النافع بين المسلمين، فإن الجهل والبدع (والتي منها تكفير المسلمين أو التوقف في الحكم بإسلامهم، وبدع الصوفية من خرافات وترهات، وبدع علم الكلام والفلسفة) تضعف المسلمين، وتفرق كلمتهم (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) (الأنفال: 46)، فبالعلم تجتمع الأمة، والجهل والبدع والخرافات تفرق الأمة وتضعفها، فيتحمل كفلًا من إثم تفريق الأمة أهلُ البدع والأهواء، ويؤخرون النصر عن هذه الأمة.
?- جمع الناس على علمائهم، فهم أولو أمرٍ لهم بجانب الأمراء الذين يقودون الناس بكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، قال ابن تيمية -رحمه الله-: "أولو الأمر: هم العلماء والأمراء الذين يقودون الناس بكتاب اللهَ وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-"، فبدأ بالعلماء، بل قال: "العلماء أمراء الأمراء"، فيصدر الناس عن رأيهم، ويلتزمون أمرهم، وينتهون بنهيهم، قال -تعالى-: (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) (النساء: 83)، والعلم والاستنباط هي صفة العلماء الربانيين، لا أدعياء العلم، ولا مجرد الدعاة أو الوعّاظ.
?- المقاطعة استحبابًا، وتعاطفًا مع المسلمين، ووجوبًا على الحكام إذا استطاعوا ورأَوا فيها مصلحة راجحةً على مفاسدها بعد دراسة واقعية شاملة، ولا حرج على عامة المسلمين من مقاطعة ما يظنون أنه من الخير والمؤازرة لإخوانهم ولو إحياءً للقضية في نفوسهم ونفوس أبناء المسلمين، دون غلو ولا تخوين لغيرهم.
?- مساعدة حكوماتنا المسلمة، ودعم جيوشنا العربية السنية، فالأعداء يهلكون دولنا ببث روح الفرقة في المجتمع، وإذكاء نار الخلافات بين أبناء البلد الواحد فيهلك بعضهم بعضًا ثم يجنون هم المغانم والمكاسب، وما دولنا المنهارة من حولنا إلا خير مثال ودليل، عافانا الله وعامة المسلمين، ورد علينا بلادنا سالمة غانمة آمين.
??- دعوة قادة البلاد الإسلامية إلى الوحدة والتعاون وترك حظوظ النفس والتناوش.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.