السؤال:
ما الفهم الصحيح لقوله تعالى: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (النساء: 65)، هل نفي الإيمان هنا المراد به نفي أصل الإيمان أم كمال الإيمان؟ وهل هناك تفصيل أو صور مختلفة تحتملها الآية في نفي الإيمان؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فالصحيح أن النفي في الآية يشمل النوعين؛ فهو نفي لأصل الإيمان فيمَن أبى التزام حكم الشرع ورأى أنه يسعه الخروج عنه، وبالأولى الجاحد لشرع الله، والمستحل لما حرَّم الله من مخالفة الشرع.
وهو نفي لكماله الواجب فيمَن اعتقد لزوم الشرع له، وهو مقرٌّ به غير جاحد، وهو يعتقد أن الحلال ما أحلَّه الله، والحرام ما حرَّمه الله، وأنه مقصرٌ ومذنبٌ لو خالف ذلك، ومع ذلك هو يخالف الشرع ويعصي الله -سبحانه وتعالى-، ويخالف ما حكم به الرسول -صلى الله عليه وسلم- في سنته.
صوت السلف www.salafvoice.com