السؤال:
قرأتُ في بعض الكتب هذه العبارة: (ولا تقف السياسة على ما نطق به الشرع؛ إذ إن الخلفاء الراشدين -رضي الله عنهم- قد قَتَلوا ومَثَّلوا، ونفى عمر نصر بن حجاج خوف فتنة النساء به)، فهل هذه العبارة صحيحة وموافقة للشرع باعتبار أنها من السياسة الشرعية؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فهذه العبارة غير صحيحة؛ فلا بد أن تكون السياسة مبنية على الدليل، وما فَعَله الصحابة هو مِن الشرع، وبعض ذلك خطأ اعترفوا به؛ لمخالفته الدليل: كتحريق علي -رضي الله عنه- الغُلَاة، ولم يثبت التمثيل. أما النفي؛ فهو مِن العقوبات التعزيرية التي أتى بها الشرع وجعلها للإمام؛ فإن المصالح المعتبرة مما جاء به الشرع.
وهذه العبارة تفتح شرًّا للحُكَّام الظلمة عَبْر الزمان بمخالفة الشرع باسم: السياسة، وصدق ابن المبارك -رحمه الله-:
وهل أفسد الدين إلا الملوك وأحـبـار سـوء ورهـبانـهـا
فلا يجوز لحاكم ولا محكوم الخروج عن الشرع.
صوت السلف www.salafvoice.com