السؤال:
كيف نجمع بين قول الله -تعالى-: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (النحل: 125)، وبين قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا، وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ) (رواه أبو داود، وحسنه الألباني)؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فالجدال بالتي هي أحسن هو المناظرة لإبطال الحجج الباطلة، وإظهار حجج الحق وإقامتها على المخالف، وإزالة شبهاته مع حُسْن الأسلوب؛ رغبة في هدايته أو دخوله في الإسلام، أو غير ذلك، وأما المراء فهو جدال ليس فيه غرض الوصول للحق؛ بل هو جدال لمجرد إفحام الخصم وإظهار الغلبة عليه، وهذا الحديث هو في الجدال الذي يكون في دنيا أو فيما لا فائدة فيه، بنية الغلبة وليس ظهور الحق.
صوت السلف www.salafvoice.com