السؤال:
سمعتُ هذه العبارة من بعض المشايخ، وهي: "العبد له إرادة، ومشيئته بها تقع أفعاله، ولكنه لا يريد إلا ما أراده الله منه"، فهل هذه العبارة صحيحة؟ وما معناها؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فهذه العبارة صحيحة، ومعناها ما ذكره الله -تعالى- في كتابه: (لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ . وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (التكوير:28-29)، أي: أن الله خلق للعباد قدرة وإرادة لها أثر في أفعالهم، هو ما سَمَّاه الله الكسب: (لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ) (البقرة:286)، وإن لم تكن إرادة العبد خالقة وموجدة للفعل، بل هي سبب أو هي جزء من السبب: كالوالدين لم يخلقا الولد، ولكنهما سبب في وجوده، ولا يمكن إنكار أن لهما أثرًا في وجوده، ولكنه أثر ليس موجدًا ولا خالقًا، والله خالق الوالدين وخالق الولد بهما ومنهما، وهما أنجباه ولم يخلقاه، فالله خلق القدرة والإرادة، وخلق الفعل الإنساني بهما ومنهما، والعبد اكتسب فعله ولم يخلقه. (راجع محاضرات الإيمان بالقدر (دورة) على موقع أنا السلفي).
صوت السلف www.salafvoice.com