السؤال:
ما حكم مَن نشأ في وسط قومٍ مِن النصارى يعبدون عيسى -عليه السلام- فعبده معهم، ولم تكن بلغته رسالة نبينا -صلى الله عليه وسلم-، ومات على ذلك؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فإذا كان قد بلغته التوراة والإنجيل فهو قد بلغه التوحيد؛ لأن فيهما التوحيد صريحًا؛ فأول الوصايا العشر في التوراة: "الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ، رَبَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ".
وفي الإنجيل أن المسيح -عليه السلام- سُئِل: "أيها المعلم: أي الوصايا هي أول الكل؟"، فقال: "كما هو مكتوب: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ، رَبَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، وأن تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِن كل عقلك، وقلبك، وفكرك".
وأيضًا في الإنجيل: عن المسيح -عليه السلام- أنه قال في مناجاته لربه: "إن الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ، وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ"، وغير ذلك كثير مِن إثبات الوحدانية لله، والرسالة للمسيح -عليه السلام-، وهي عقيدة أهل الإسلام، فمَن أصر على القول بالتثليث أو ألوهية المسيح -عليه السلام- مع ما وصله مِن نصوص؛ فقد قامت عليه الحجة.
أما إذا لم يكن قد وصلته التوراة والإنجيل، ولم يبلغه إلا كلام الأحبار والرهبان؛ فهو غير معذَّب حتى يُمْتَحَن يوم القيامة.
صوت السلف www.salafvoice.com