كتبه/ إيهاب الشريف
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد نشرت مقاطع لأفرادٍ محدودين من الحاضرين في مولد البدوي يصرحون فيها أنهم لا يعبدون إلا الله، ولا يطلبون المدد إلا منه... والله أعلم بحقيقة هذه المقاطع، هل تم إعدادها مسبقًا أم لا؟
وعلى كلٍّ فنحن نفرح بمن يتبرأ من الشرك ويصرح بأنه يعبد الله وحده، ولكن هل بهذه التصريحات يتوقف هؤلاء عن الشرك الذي يفعلونه في هذه الموالد من صرف العبادة (الدعاء) لغير الله، وطلب ما لا يقدر عليه إلا الله من الأموات؟
(نذكر هذا لنُعلم الأمة أن هذا من الشرك، و إن كنا لا نكفر من يفعل هذا جهلا أو تأويلا، و لكن نحاول تعليمه).
هل انتهوا عن المنكرات العديدة التي رآها الجميع، من رقص النساء وتطويح الرجال، والغناء والموسيقى؟!
أَوَليس الشرع ابتداءً نهى عن اتخاذ القبور مساجد، كما في قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ) (متفق عليه)؟!
ألم يحدد النبي -صلى الله عليه وسلم- المساجد التي يُشد إليها الرحال بقوله: (لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِي هَذَا، وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى) (متفق عليه)؟! فهل هذه المساجد منها؟
ألم يكثر الفقهاء من الاستدلال لقاعدة سد الذرائع بالآيات والأحاديث؟! أوليس ما يرتكب من الشرك والمنكرات في هذه الموالد كافيًا لإلغائها؟
هل يجادل أحد في أنها ليست من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا صحابته الكرام -رضي الله عنهم-، ولا الأسلاف الصالحين؟!
إنما هي سنة العبيديين الذين أطلقوا على أنفسهم الفاطميين زورًا وبهتانًا، وهم أول من اخترع هذه الموالد ونشرها في الناس.
أيحتاج العبد لواسطة ليقترب من ربه وهو الذي قال: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) (البقرة: 186)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فَإِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).
ألم يقل النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ) (رواه أبو داود، وصححه الألباني)؟! فهل ما يفعلونه من سنته أو سنة خلفائه؟
فأفيقوا من غيكم، وعودوا لرشدكم، فمن سنَّ في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئًا.
اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه.