حكم مشاهدة البرامج التي تستضيف مَن يقوم بأعمال الكهانة والسحر
السؤال:
شاهدت إحدى الحلقات العجيبة على بعض الفضائيات حيث جاء أحد الإعلاميين المشهورين بأحد الشباب الذي قام بأعمالٍ عجيبةٍ جدًّا، مثل أنه حوَّل ورقة نقدية 100 جنيه إلى 100 دولار، واستطاع فك كلمة سر أكثر من موبايل والدخول على بياناته، رغم وسائل الأمان فيه من الكاميرا وبصمة الوجه، كما أنه أخبرهم بأشياء وأرقام اختاروها في عقولهم ثم أخبرهم هو بها، وأخرج أوراقًا كانت معه من البداية مكتوب فيها أنهم سيردون عليه بهذه الردود، إضافة إلى برتقالة مغلقة أخبر أن بداخلها ورقة فيها إخبارهم بما فعلوه، وبالفعل بعد قطع البرتقالة بالسكين تم إخراج الورقة من داخل البرتقالة المغلقة. فما حكم هذا الإنسان؟ وهل هذا سحر أم خفة يد؟
وما حكم مَن شاهد هذا البرنامج: هل يأثم على ذلك أم يقع الإثم على مقدِّم البرنامج الذي قدَّم للناس وأخرج لهم مثل هذا الشاب لأجل اجتذاب المشاهدين والشهرة واللغط الإعلامي والمكاسب الدنيوية؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فهذا إما دجل مرتب إعلاميًّا، وإما سحر وكهانة، وكلها أمور محرمة لا تشغل نفسك بها، ولا تأتي الكهان؛ فإن سماع مثل هذه الحلقات ومشاهدتها مع ما يقع في القلب مِن تصديقها هو مِن إتيان الكهان، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا)، (رواه مسلم وأحمد واللفظ له)، وفي حديثٍ آخر صحيح قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَنْ أَتَى كَاهِنًا، أَوْ عَرَّافًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ) (رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني).
أسأل الله أن يتوب عليهم، وأن يكف شرهم عنا وعن المسلمين.
ومقدِّم البرنامج ومخرجه ومعده، وصاحب القناة؛ شركاء في هذا الإثم وهذه الكبائر.