طال المسير والجهد قد بدى في وجوه الركب، وراحت النفوس تتوق إلى من بيده الأمر، وعلت أصوات البطون الجائعة، وصرخت جلود العاريات فهل من ستر، وشردت الأبصار عن الجمع حتى أصبحت لا ترى الضوء، وتكالبت الشياطين على النفس والجسم حتى ظنت أنه الموت، فجاء الفرج من الله العظيم ذو المنن، فأضحى بهلاله في ليل بهيم لا ترى فيه الأيد، هلال شهر الصوم الذي فيه القرآن قد نزل، فطوي طول المسير والجهد قد راح، وعادت البهجة في صفوف الركب، وراحت النفوس تتزود من تقوى ربها إنه الكريم رب الشمس والقمر، وصامت بطون المؤمنين عن الحلال، حتى أتى الفرح عند المغرب، وكسيت جلود المؤمنين بخير لبس.
إنه رمضان فيه الستر والطهر، وخشعت الأبصار لربها في صلاتها حتى بللت اللحى من البكي، في ليل جميل طال بقيامه، فيا ربنا أدم علينا نعمة الصوم. فعذرا إلي إخوتي أنني لست شاعرا فاللسان يفصح عن ما بداخل القلب.
اللهم بلغنا هذا الشهر الكريم وتقبله منا، واكتبنا عندك من اللذين صاموا نهاره وقاموا ليله، وأعنا على فعل الخيرات، وأقبضنا إليك مسلمين سنيين موحدين غير مفتونين.
أمين وجزاكم الله الخير كله.
أسرة التحرير
اللهم تقبل منا ومن سائر المسلمين والمسلمات، برحمتك يا رب العالمين، بارك الله فيك أخانا أحمد.
صوت السلف www.salafvoice.com