الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الثلاثاء 28 أغسطس 2007 - 15 شعبان 1428هـ

المشاركة 10 من أم مروان السلفية

أنا رمضان

أسكب الأنوار فجرا في قلوب مظلمة

أملا الأرواح طهرا في نفوس هائمة

أجعل التقوى دليلا كي تعود إلي الطريق

أمة عزت وسادت يوم عاشت مسلمة

 

أنا رمضان

دمعة العاصي دليل خجله ممن عصاه

سجدة الملهوف للرحمن يستجدي رضاه

موجة الإيمان ألقت نحو شطآن النجاة

نفحة من فضل ربي جل ربي في علاه

 

أنا رمضان

قوة الإيمان في حرب لظاها دائرة

نجدة الأقصى الذي يشكو الجراح الغائرة

دمعه المسكين أمحوها بوعد لن يغيب

نصركم آت قريب يا قلوب طاهرة

 

يا رمضان، مرحبا بك زائرا حبيبا، غائبا هزنا الشوق إليه قادما ساقه إلينا الحنين.

يا رمضان، هذا هلالك يسبقك، يطلب الإذن ويطرق الباب ليدخل, فعلي الرحب والسعة وعلي العينين والرأس.

من اجل رمضان مميز،

= أفكار على المستوى الشخصي:

-الدعاء بأن يبلغك الله شهر رمضان وأنت في صحة وعافية، حتى تنشط في عبادة الله تعالى.

-الحمد والشكر على بلوغه:قال النووي رحمه الله في كتاب الأذكار "اعلم أنه يستحب لمن تجددت له نعمة ظاهرة، أو اندفعت عنه نقمة ظاهرة أن يسجد شكراً لله تعالى أو يثني بما هو أهله".

-الفرح والابتهاج:علينا أن نستقبله بالعزم على ترك الآثام والسيئات، والتوبة الصادقة من جميع الذنوب، والإقلاع عنها وعدم العودة إليها، فهو شهر التوبة فمن لم يتب فيه فمتى يتوب؟.

 

= ماذا أفعل قبل أن يأتي رمضان؟

-أحاول أن أضع أمامي الهدف من الصيام، وهو الآية الكريمة (يا أيُّها الذينَ آمَنوا كُتِبَ عليكُمُ الصيامُ كما كُتِبَ على الذين مِن قبلكم لعلَّكُم تتَّقون) أي أن المقصود من الصيام هو أن أصبح تقيا، أي أن أخشى الله عز وجل وأجعل بيني وبين غضبه وقاية، بأن أُخلص نيتي لله عز وجل ثم أتَّبع أوامر الله تعالى وأجتنب نواهيه، لذا يجب أن أعلق هذه الآية في مكان يراه أهل البيت جميعاً، مع ملاحظة وضع خط تحت الكلمتين "لعلكم تتقون" أو كتابتهما بخط كبير واضح.

-أحاول تحسين أخلاقي، بالابتعاد عن خُلُق سيء كنت أفعله، وأستبدله بخُلُق حَسَن.

-هل جربت أن تعقدي اتفاقية مع صديقتك؟ نعم إنها اتفاقية مهمة، ولا بد منها، وليكن أبرز بنودها:

1- الاتفاق على عدم غيبة أحد حين جلوسنا معاً.

2- أن تفيديني وأفيدك بما يقربنا إلى الله.

3- أن تكوني مرآة لي وأكون مرآة لك فنصحح أخطاءنا.

-إذا كانت هناك شحناء أو بغضاء نحو أحد فيجب أن أستعين بالله لكي يطهِّر قلبي منها، وأبادر إلى مصالحته، وأنا أذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم (وخيرُهُما الذي يبدأُ بالسلام)، ثم الدعاء له بالمغفرة، حتى أدخل شهر رمضان نقي الصدر، سليم القلب، فتكون المغفرة أقرب، ولأن هذه هي الطهارة الداخلية.

-أعوِّد نفسي بالتدريج على (الطهارة الخارجية) بأن أتوضأ في غير أوقات الصلاة، مثل: قبل النوم، وقبل الذهاب لدرس علم ديني، وقبل الخروج من المنزل، و لا أنسى أن أصلي ركعتي سُنَّة الوضوء، فقد كان سيدنا بلال كلما أحدث توضأ وصلى ركعتين، فكانت النتيجة أن سمع النبي صلى الله عليه وسلم خشخشة (صوت)نعليه في الجنة، وكما كان البخاري يغتسل ويصلي قبل أن يكتب الأحاديث النبوية.

-إذا كان لديَّ أمانات، كشريط مثلاً أو كتاب، أو أي شيء اقترضته أرده فورا.

-أطلب من أصحاب الحقوق عليَّ أن يسامحوني، سواء كنت اغتَبتُهم أو ظلمتهم، أو غير ذلك، فإن لم يتيسر لي ذلك، قمتُ بالدعاء لهم: "اللهم اغفر لي ولوالدّيَّ ولِمَن كان له ُحقٌ عليَّ".

-أحاول أن أدعو أهل بيتي وجيراني وأقاربي للاستعداد لرمضان حتى يكونوا من عتقاء الله من النار في هذا الشهر الكريم، سواء بنسخ هذه الورقة وإهدائها لهم، أو بشريط، أو مطوية، أو عن طريق الحديث إليهم مباشرة ...... وذلك حتى أتفرغ للعبادة في رمضان.

-أحاول أن أُدخل السرور على قلوب المكروبين، أو المستضعفين، ولو بكلمة طيبة، أو ابتسامة حانية، كما أُبَشِّرهم بكرم الله وعطاءه في رمضان ليبتهجوا، وأذكِِّرهم بأن السعادة الحقيقية هي الفوز برضوان الله والجنة، والنجاة من النار، كما لا أنسى إهدائهم دعاء الكرب كما ورد في القرآن الكريم: "لا إله إلا أنتَ سُبحانك إنِّي كُنتُ من الظالمين"، "حسبي اللهُ لا إلهَ إلا هو عليهِ توكَّلتُ وهوَ ربُّ العرش العظيم".

-أحاول من خلال الدعاء والاستعانة بالله تعالى أن أُصلِح بين المتخاصمين من أقاربي وجيراني حتى يهل عليهم رمضان ونفوسهم صافية وقلوبهم راضية، وأنال ثواب إصلاح ذات البَين الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم: (ألا أُخبركم بأفضل من درجة الصِّيام والصَّلاة والصَّدقة؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إصلاح ذات البين)(رواه البخاري ومسلم)، كما أكون بذلك قد أنقذتهم من عدم رفع أعمالهم إلى الله تعالى بسبب الخصام، فيفوزون في رمضان وأفوز.

-أترك ما في يدي حين يؤذَّن للصلاة، وأنتبه لما يقوله المؤذِّن، ثم أردِّد معه، حتى أنال حسنات بعدد من استمع لهذا الأذان، ويرتبط قلبي بخالقي وبالصلاة، فيكون ذلك عوناً لي على الخشوع في الصلاة، فأُصبح من المُفلحين في رمضان وغير رمضان.

-أقوم بتحويل حياتي كلها إلى عبادة من خلال النية،  وما أجمل كلام ابن القيم رحمه الله في ذلك حيث قال: "أهل اليقظة عاداتهم عبادات، وأهل الغفلة عباداتهم عادات"، فإذا أكلت كانت نيتي هي أن أقوِّي جسمي لأقوم بالصلاة على أكمل وجه ممكن، وإذا نمت مبكراً كانت نيتي هي أن أستيقظ لقيام الليل، ثم صلاة الفجر، وإذا مارست الرياضة البدنية كانت نيتي هي أن أكون مؤمناً قويَّاً، صحيح البدن، وإذا لبست ثياباً نظيفة وأنيقة كانت نيتي هي أن يرى الناس كم هو المسلم نظيف وأنيق، وإذا قامت ربة البيت بإعداد الطعام، كانت نيتها هي إطعام الطعام، وتفطير الصائمين لتنال بذلك ثواب الإطعام، وإذا عاملت ُالناس بِخُلُقٍ حَسَن كانت نيتي هي أن التأسِّي برسول الله صلى الله عليه وسلم وأن أكون من أقرب الناس منه مجلسا ًيوم القيامة، وأن أكون مُسلما ً قُدوة، وأن تكون أخلاقي دعاية حسنة متحركة.

-أتوجه إلى الله تعالى بالدعاء"اللهم بَلِّغني رمضان، وارزقني فيه من الصالحات ما يُرضيك عنِّي، واجعلني فيه من عُتَقائك من النار، اللهم إني أسألك برحمتك التي وَسِعَت كَُّل شيء أن تغفر لي وتتوب علي وتُحسن خاتمتي".

-أتذكر ذنوبي وأستغفر الله تعالى منه وأتوب، فالتائب حبيب الرحمن، وحتى أدخل شهر رمضان بصحيفة بيضاء أقوم - بإذن الله تعالى- بملئها بالحسنات.

-أنوي أن أكون في رمضان عبداً خالصاً لله تعالى: أتحرك لإرضائه ، وأسكُن لإرضائه، وأتكلم لإرضائه ، وأصمُت لإرضائه.

-أستعين به تعالى على نَفسي وأهوائها بعد أن سلسَل لي كِبار الشياطين، ورزقني بدعاء الملائكة واستغفارها لي ليل نهار، وضاعف لي الحسنة بسبعين ضعف، فإن لم أستطع تنفيذ ذلك أو لم يكن أدائي في رمضان كما كنت أتمنى، حصلتُ على الثواب بالنِّية.

-لا أنسى العُصاة والغافلين من أرحامي وجيراني ومعارفي، و غيرهم من المسلمين في كل أنحاء الأرض، فأدعو الله تعالى لهم بالهداية والتوفيق إلى طاعته، وأستغفر الله لهم، عساه أن يغفر لي معهم، وأن يعطيني الأجر عن كل واحد منهم، ويمن عليهم بالهداية فتقر عيني بذلك، أو أكون سبباً في نجاتهم من النار، بعد فضل الله تعالى.

 

انتظرونا بإذن الله في أفكار دعوية في رمضان على مستوى الدعوة والأسرة.

 

أسرة التحرير

بارك الله فيك أختنا أم مروان، وزادك الله بصيرة وإخلاصا، ونفع الله بوصيتك كافة الأخوة والأخوات، وجعل ذلك في ميزان حسناتك، فالدال على الخير كفاعله، وننتظر ما وعدت به من أفكار دعوية في رمضان على مستوى الدعوة والأسرة.