الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الثلاثاء 28 أغسطس 2007 - 15 شعبان 1428هـ

المشاركة 9 من أبي مروان

بعد حمد الله والصلاة والسلام على خير خلق الله صلى الله عليه وآله وسلم،

إخواني وأحبابي في الله اشهد الله العلى العظيم أنى أحبكم في الله، وأسال الله العلى العظيم أن يظلنا بظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، أما بعد،

كم ابتعدنا...كم جنينا..كم اقترفنا من ذنوب ومعاصي...كم قست قلوبنا وجفت عيوننا

إلى متى؟؟ ها قد جاءت فرصتنا ربما تكون الأخيرة، وربما لا ندركها أصلا، هلموا لنجعل شعارنا:

 

إلهنا قد ضاقت علينا الأرض بما رحبت، وضاقت علينا أنفسنا، وتيقنا وعلمنا انه لا ملجأ منك إلا إليك

إلهنا إن أقصيتنا وأبعدتنا فمن ذا يقربنا

إن رددتنا فمن ذا يقبلنا

إن عذبتنا فمن ذا ينقذنا من عذابك

إلهنا أنخنا مطايانا ببابك وهذه بضاعتنا المزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا

 إلهنا من لنا سواك فندعوه من لنا سواك فنرجوه..عبيدك سوانا كثير وليس لنا رب سواك...إنما اشكو بثى وحزني إليك...

أقول كما قال عتبة الغلام:إن تعذبني إني لك محب وإن تغفر لي فإني لك محب، إلهنا عصينا بعدما أريتنا ما نحب وارتددنا على أعقابنا بعد إذ هديتنا كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران...إلهنا لو لم تعاقبنا سوى ببعدك عنا وإقصائك لنا لكفى والله هذا العقاب...إلهنا قد علمنا خطأنا وعظيم جرمنا فاغفر لنا

 

رمضان وقفة للقرب من الله ونيل التقوى أكثر منها اغتنام للحسنات ومواسم الخير - مع عدم إغفال هذا أيضا - ، ولكن هي وقفة لعرض القلب على الله وعرض النفس على القلب، ومعرفة مدى خبثها وطاعتها وإصلاحها وترويضها وقتل الهوى، وتكسير هذا الصنم الكبير الذي طالما عبدناه من دون الله ونظن أننا على خير، وأننا لا نشرك بالله شيئا وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون.

لنتواصى بالخير ونأمر بالمعروف، وننه عن المنكر ونقترب من الله، ونعالج قلوبنا فيعطينا الله ما حرمنا منه من الطاعات والتقوى والإخبات وجميع سبل الخير، وجزاكم الله خيرا.

 

أسرة التحرير

أحسن الله إليك أبا مروان، ورزقنا وإياك الإخلاص والصدق.