الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الجمعة 24 أغسطس 2007 - 11 شعبان 1428هـ

المشاركة 4 من يا باغي الخير أقبل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية أشيد بموقع صوت السلف الذي أطل علينا في وقت تشتت الكثير من الجهود والتوجهات في الساحة الإسلامية، فأعاد توحيدها وتوجيهها بالوجهة السلفية الرصينة، وبأسلوب مقنع جذاب في آن واحد، هذا مع معالجته لكثير من القضايا المعاصرة والأحداث الطارئة ليتبين فيها المسلم – لا سيما الملتزم – موقفه ويبصر طريقه.

كما أتوجه بالشكر والتحية للقائمين علي الموقع والجهد الكبير الواضح للتواصل مع مستخدم الشبكة .

وبعد ،

فالحديث عن رمضان حديث عطر، نتنسم منه عبق هذه الأيام الطيبة المباركة، فرمضان دفعة قوية لبقية العام، وزاد يتخذه المسلم في مواجهة الفتن والفتور والتكاسل الذي يصيب النفوس، رمضان شحنة إيمانية تقرب العبد من ربه، فإذا بروحه تسمو وقلبه يصفو، ونفسه تتخلص شيئا فشيئا من كثير من الأمراض التي تصيبها.

رمضان مشهد إيماني فريد لاجتماع القلوب قبل الأبدان، مشهد تتجلى فيه صور التسامح والعفو، صور التكافل والتراحم، والمحبة الحقيقة التي بنت أواصرها لا على لعاعة (نبت أخضر قليل البقاء- أسرة التحرير) من الدنيا يريد كل واحد أن ينتزعها بل التقت بطاعة الله، وتلاءمت بمحبة من عنده.

ومن المظاهر المبهجة في رمضان منظر المصحف الشريف والذي لطالما اشتكى على مدار العام من تركه أو هجره، فإذا بالمرء يجد تكريما له أي تكريم في رمضان – إن كنا نود أن نكون عبادا ربانيين لا عبادا رمضانيين – فلا تجد إلا والكل يقرأ ويدندن و يتسابق في تلاوة آيات الله، منظر أشبه بإنسان متعب مكدود من طول ارتحاله في أرض فلاة مترامية الأطراف، وقد بلغ العطش منه مبلغا، تحت شمس قائظة ملتهبة، وفجأة يظهر أمامه معين ماء رقراق صاف، فليس أمامه إلا ن ينهل وينهل منها وربما لا يشعر أنه ارتوى(والله لو طهرت قلوبكم ما شبعت من كلام ربكم)، وصور المنافسة في التلاوة في كل مكان: في البيوت، وأماكن العمل، ووسائل المواصلات، والمساجد وغيرها.

رمضان بالنسبة لي، وأعتقد لكثير من المسلمين بمثابة الصحوة لهذه الأمة والبشارة الطيبة بوعد النبي صلى الله عليه وسلم بأن الخير مازال في الأمة بفضل الله.

ولا شك أن أهم ما يميز رمضان هو القيام وصلاة التراويح، وياله من مشهد ترقص له القلوب فرحا – والذي ازداد بصورة كبيرة خاصة في العامين الماضيين – وهو مشهد الإقبال علي صلاة التراويح والتهجد، رجالا ونساء، شبابا وفتيات، كبارا وصغارا، - وقوفا بين يدي المولى تبارك وتعالى – على الرغم من طول الصلاة – بلذة العبادة التي خالطت بشاشة القلوب فسخرت لها الجوارح.

وتحضرني الآن صورة أخ لي في الله توفي بعد خروجه من رمضان بقليل في أحد الأعوام، وكان قد شاركنا الاعتكاف، ومازلت أتذكر كلماته وكيف أنه كان يؤمِّل لرمضان التالي، وكان يخطط لكذا وكذا من الذي سوف يفعله في الاعتكاف المقبل، لكن الموت لم يمهله(نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وجزيل مغفرته)، وهكذا القلوب عندما تتعود علي الطاعة وتألفها بل إن صح التعبير "تدمنها".

والمرء يحاول الاستعانة بالله عز وجل على الاجتهاد أكثر وأكثر هذا العام نسأل المولى القبول فالله المستعان وعليه التكلان .

ومن المشاريع الدعوية الطيبة التي رأيت لها أثرا عجيبا في النفوس وإقبالا عليها من كثير من الخييرين، مشروع "شنطة الخير" في رمضان أو على مدار العام، وشنطة الخير لمن لا يعرفها، هي حقيبة أو شنطة توضع فيها أصناف مختلفة من الأطعمة الأساسية التي لا يستغني عنها الفقراء والمساكين، وتوزع عليهم حسب احتياجاتهم، وعدد أفراد كل أسرة. ولك أخي الكريم أن تتخيل حجم السعادة التي تدخل إلى بيوت هذه الأسر وترتسم على وجوه أبناءها لاسيما في رمضان .

كذا من النصائح العملية الجديرة بالاهتمام ومحاولة التجريب بخصوص شكوى عمت بها البلوى من التعب وعدم التركيز في صلاة التراويح نتيجة للإكثار من طعام الإفطار، وما تحتويه الموائد من وجبات دسمة منوعة، وهذا الأمر برغم بساطة التفكير فيه للوهلة الأولى إلا أن له أثر كبير بالفعل في الخشوع في الصلاة والتركيز فيها .

ولقد جربت بنفسي التقليل من الطعام حال الإفطار ووجدت فرقا كبيرا وبونا شاسعا في الراحة في الصلاة والاستمتاع بها، لذا أنصح إخواني بأن يجربوا هذا الأمر – بأن يكون الإفطار بعد الرطب والتمر علي بعض العصائر وثمرات الفاكهة الطازجة وهي مناسبة في هذا الوقت من العام مع ارتفاع درجات الحرارة واقتراب رمضان أكثر وأكثر كل عام من فصل الصيف .

وأخيرا أود وبكل الحب تذكير إخواني ببعض الكتب والأشرطة لتراجع قبل رمضان منها :

• مراجعة فقه الصيام ولو مختصرا من أي كتاب للفقه .

• كتاب أسرار المحبين في رمضان – للشيخ محمد حسين يعقوب .

• كتاب القواعد الحسان في أسرار الطاعة والاستعداد لرمضان – للشيخ رضا صمدي .

• كتاب ثلاثون درسا من دروس الزمان في شهر الصيام – للشيخ سعيد عبد العظيم .

• أشرطة ( لماذا نخسر رمضان ) و ( الفائزون في رمضان ) و ( الخاسرون في رمضان ) و( رمضان والرحيل المر ) للشيخ إبراهيم الدويش.

نسأل الله أن يتقبل منا إنه ولي ذلك والقادر عليه

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

 

أسرة التحرير

بارك الله فيك أخانا يا باغي الخير، وندعو الله أن تقع هذه المشاركة الطيبة موقعها من القلوب ومن الواقع، وخاصة النصيحة بالتخفف في مائدة الإفطار، فقد صدقت، والله.