كتبه/ صبحي فتحي الشلمة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فأيام عيد الأضحى ما أكرمها، وما أروعها مِن أيام! تكبير وتهليل، وذكر لله -تعالى-، وصلاة تُقام في الخلاء واجتماع للمسلمين مِن رجال ونساء وأطفال، وملابس جديدة، وأضاحي تذبح، ولحوم توزع، وهدايا وزيارات ولقاءات، وأكل وشرب، ولعب ومرح، وسعادة وسرور، وتواصل مجتمعي يمتد ليشمل كل فئات المجتمع.
وتتنوع وسائل التواصل المجتمعي في أيام العيد حسب درجة القرابة والأخوة والزمالة والصداقة، فتأتي وسائل التواصل في العيد على درجات وأقسام:
القسم الأول: ويكون التواصل فيه عن طريق الزيارة، وقد يتطلب الأمر في زيارة بعض الاشخاص أن تكون هناك هدايا مِن لحمٍ أو غيره، وهذه الطبقة مِن الناس هم أرحامك "أبوك وأمك وإخوتك، وأعمامك وعماتك، وأخوالك وخالاتك، وأصهارك"، ومَن له فضل عليك مِن أهل علم وفضل وأخوة في الله مقربين منك في المسكن والمودة، وأهل قريتك أو حيك.
وما أجمل أن نلتقي جماعة في مسجدٍ في وقت صلاة، ونتحرك سويًّا، ونمر على بيوت قريتنا بيتًا بيتًا نهنئهم بالعيد السعيد، ونسلم عليهم، ويا له مِن أثر تتركه هذه الزيارة السريعة في نفوس الناس الذين زرتهم وإخوانك.
القسم الثاني: وهؤلاء يكتفى بالتواصل معهم مِن خلال التواصل عن طريق الاتصال التليفوني بالهاتف، وهؤلاء مَن لم تستطع زيارتهم مِن أصحاب الطبقة الأولى، وبني عمومتك، وزملائك في العمل، وإخوانك في المسجد القريب أو البعيد، وأصدقائك المقربين.
القسم الثالث: وهؤلاء تكتفي بالتواصل معهم مِن خلال الرسائل الصوتية أو المقروءة، وتكون عبارات رقيقة تعبِّر عن الحب والمودة والإخاء؛ سواء عن طريق رسائل الهاتف أو الماسنجر أو الفيس على الخاص أو الواتساب، أو غير ذلك مِن وسائل التواصل الاجتماعي، وهذه الطريقة للذين لم تستطع الاتصال بهم تليفونيًّا أو عموم المسلمين ممَن تعرف، أو لأصدقائك على الفيس أو في مجموعاتٍ على الواتساب أو غير ذلك.
قد يأخذ ذلك منك وقتًا وجهدًا ونفقة، ولكن ستحصل في النهاية على الأجر، وتشعر بسعادة التواصل مع الناس، وخاصة في أيام عيد الأضحى المبارك.
فتهانينا لكل المسلمين بالعيد.
تقبل الله منا ومنكم، وكل عام وأنتم بخير.