كتبه/ علاء رمضان
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فما يحدث في درعا وجنوب سوريا أظهر بوضوح أن ما يُسمَّى بالنظام العالمي (الغربي) يُظهِر العداء لروسيا، وقد تتعارض مصالحهم، بينما يعطون لها الضوء الأخضر لتدمير ما تبقى مِن سوريا واحتلالها، بل وتُلمع روسيا بتنظيم كأس العالم.
ويُظهِر الأمريكان وحلفاؤهم العداء لإيران بينما هم مَن هدموا العراق وسلموه لإيران، وجاري تنفيذ نفس الخطة باليمن بعد ما استتب أمر إيران في لبنان، وكاد في سوريا.
إذا لم تدرك دولنا السُّنية وقياداتها أنها مستهدفه مِن قِبَل ما يسمَّى بالنظام العالمي لصالح المشروع الإيراني الذي يخدم مصالح الغرب -وإن حدث بينهم مناوشات لتعارض المصالح- فستضيع دولهم واحدة تلو الأخرى.
أي تصور أن النظام الإيراني مُستهدف -مِن جذوره- مِن قِبَل الغرب هو تصور واهم، فبدون إيران لا يمكن للغرب تنفيذ خططه الرامية لهدم الدول العربية والسنية، وبناء أي خطط مستقبلية بناءً على هذا التصور ما هو إلا وهمٌ، وبناء بلا قواعد؛ فغاية الأمر خلاف مصالح وصراع نفوذ، واستنزاف لثروات دولنا لحمايتها مِن (البُعبُع) الإيراني.
فلابد أن يكون هناك مشروع مواجهة مشترك لهذه الأخطار المدمرة، والتي ستمتد آثارها لأجيالٍ، ولابد أن ندرك نحن هذا الخطر الكبير الذي يهدد مجتمعاتنا لندرك حجم الخطر، ونتخذ المواقف المناسبة تجاه الأحداث المتلاحقة.
نسأل الله -تعالى- أن يهيئ لأمتنا أمر رشدٍ.