الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
السبت 09 يونيو 2007 - 23 جمادى الأولى 1428هـ

المشاركة 31 من د. أبى نور الدين

وصلتنا مشاركتان من د. أبو نور الدين، وقد ذكرنا فى ردود سريعة 4 أننا سننشرهما مجتمعتين فى مشاركة واحدة فهاهي:-

 

-- المشاركة الأولى:

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تحية خاصة إلى أبناء الحركة الإسلامية، ويعلم الله أنني أحبكم في الله، وأحب أن أشكر الجميع على مشاركته في الحوار، وخاصة الأخت فخورة بإسلامي، ولعلي أغبطها على فصاحتها وحكمتها زادها الله عقلا وحكمة، وأنا أؤيدها في معظم ما قالت مع أنني إخواني، وأرفض بشدة مثلما رفض الكثيرون ما قاله د عبد المنعم أبو الفتوح غفر الله لنا وله.

لقد تحدث الأخوة السلفيون عن التوحيد كثيرا وإن كنت أؤمن بضرورة ذلك، ولقد تحدث الإخوان وأنا واحد منهم عن الشريعة وما تتضمن من سياسة واقتصاد وتعايش وإن كنت اعتقد ضرورة ذلك، فلن تنتصر أمة بعقيدة مخلخلة غير راسخة في القلوب صحيحة نقية من أية شوائب, ولن تنتصر شعوب لا تحتكم إلى شريعتها، لا إلى القرآن ولا إلى السنة، والعقيدة النقية > عقيدة التوحيد < وشريعة الإسلام > كتاب الله وسنة رسوله < هما سلاحا وحصنا هذه الأمة معا لا يفترقان أبدا.

لي تساؤل واحد فقط أتمنى من الجميع الرد عليه بصدق, هل يعطى الإخوة السلفيون والإخوان المسلمين ل >> الحب في الله << المساحة الكافية له في التربية؟ وإن كان؟ فلماذا هذه الفرقة وهذا التشاحن غير المبررين على الإطلاق؟.

سلام خاص من قلبي إلى الشيخ الطبيب د ياسر برهامى، نفعنا الله بك وزادك الله علما ونورا، لتنير لنا الحياة أنت وكل العلماء الأجلاء, هذه بداية وإن شاء الله لي مداخلة في صلب الموضوع، وإن كنت أعتقد أن الحب في الله هو أساس كل شيء ولذا بدأت به.

لي عتاب على أسرة التحرير التي عاتبت الأخ وائل على كلمة > يكتسحون < ولم تعاتب الأخ أبو أسيد على قوله > أن المشاركة السياسية ليست إلا كفر وترك لشرع الله < وأتمنى أن يكون هذا سهو حتى لا يفقد الحوار مصداقيته أو حتى لا يصبح الحوار للسلفيين فقط وإن كنا كلنا سلفيين.

 

أسرة التحرير

حفظك الله أخانا أبا نور الدين، وأحبك الله الذي أحببتنا فيه. بشأن كلمة –يكتسحون- فكلامنا لأخينا وائل تعليقا على مشاركته رقم 22 لم يخرج مخرج العتاب له، بل كان تعجبا من أنه يتصور أنه قد يكون هناك ثمة يوم في مصر يصبح ممكنا فيه للإسلاميين -أيا كانت اتجاهاتهم أو مواقفهم من المشاركة- أن يكتسحوا المجالس النيابية، وهو أمر أعلم أنه الكافة يستبعدونه، فضلا عن الأخوان المسلمين أنفسهم، والتجارب السابقة في الجزائر وتركيا وغيرها لا تزال ماثلة أمامنا، وما يستدل به البعض من تجارب الكويت والبحرين أو غيرهما، فالذي نتصوره أنها ديمقراطيات مدجَّنة، لها حسابات خاصة بين الأنظمة والمشاركين، وتُمارس داخل مجموعة من الخطوط الحمراء بحيث تحقق شكلا ديمقراطيا، وتعطى نوعا ما من الرضا للإسلاميين.

وأما بشأن كلمة أبى أسيد -أن المشاركة السياسية ليست إلا كفر وترك لشرع الله- فنرى أنك على حق في عتابنا على عدم التعليق عليها، فهي عبارة فضفاضة أكثر من اللازم وبها الكثير من التجاوز.

وأسرة التحرير وإن كان لأعضائها آراؤهم الخاصة فى موضوع الحوار، لكننا نحاول جهدنا ألا نفرض أى تصور على مجراه وإلا انهدمت الفكرة من وراء إقامته، فلو وقع ما يظن البعض أنه محاباة أو مصادرة لرأى ما، فنرحب بالتقويم والتنبيه، كما سارع بذلك الأخ د. أبو نور الدين مشكورا.

 

-- المشاركة الثانية:

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد،

إن إدارة شئون الدولة وأمور الحكم وعلاقة الحاكم بالرعية وعلاقة الدولة الإسلامية بغيرها, هذا ما يسمى السياسة الآن.

إن الإسلام عقيدة وشريعة، وكما أننا محتاجون إلى تصحيح العقيدة وترسيخ التوحيد في قلوب المسلمين، فإننا أيضا مطالبون بتطبيق شريعة الإسلام علينا نحن المسلمين، وذلك لأمرين لأن هذا ما تحتمه وما تقتضيه عقيدة التوحيد، ولأن هذا أيضا هو مقياس رسوخ هذه العقيدة في النفوس، لذلك فإن أبناء الحركة الإسلامية معنيون بتطبيق الشريعة، كما هم معنيون بتصحيح العقيدة، فلا شك أنه يوجد مليار وأكثر من المسلمين ولا توجد دولة إسلامية واحدة ترعى للإسلام حق أو تنصر له قضية.

ومن هنا فإن ما تسمونه المشاركة السياسية ليس أمرا اختياريا نختاره أو نرفضه، بل إن تطبيق الشريعة أمر واجب على المسلمين تحقيقه, والناظر إلى حال الأمة يجد أن هناك تيارين قد سبقا إلى ذلك، وإن لم يكن قد تحقق شيء من سعيهما لكنهما بدون شك حاولا، وإن أخطأ بعضهم فنكل حكمهم إلى الله، ولا نجلس نتحدث عن أخطائهم ليل نهار، وعن المآخذ عليهم وكأنها مآخذ تكفيرية.

أحدهما اتخذ المواجهة العسكرية والآخر اتخذ المواجهة السياسية، فماذا فعل السلفيون؟، اتخذوا مواجهة إخوانهم من أبناء الحركة الإسلامية، وهذا حتما لن يوصل إلى شيء لأنه في الحقيقة لا أحد يستمع إلى الآخر.

إن طريقة الحوار التي يتبناها السلفيون عن الإخوان المسلمين والمجاهدين في أفغانستان والصومال وحماس وغيرهم لا يمكن وصفها بالنصيحة، والتي هي من المفترض أنها الوسيلة الوحيدة للحوار بين المسلمين، إلا إذا كنا نشكك في إخلاص بعضنا البعض.

إن المشاركة السياسية في ظل الأوضاع المتاحة أمر صعب، والحديث دائما عن تنازلات الإخوان بكلام مرسل أمر لا يليق، فإما النصيحة وإما وسيلة. أما انتقاص الجهود والتشكيك في جدوى الوسيلة أمر مثبط ويشعر المسلم باليأس ما دمت لا تقدم بديلا.

أحبتي في الله لابد أن يكون هذا الحوار لبحث وسائل جديدة والسعي إلى تصيح الأخطاء السابقة للوصول إلى ما نريده، وأن يكون هذا الحوار للبناء والإخاء والمحبة، وللحوار بقية إن شاء الله، ونشكر إدارة الموقع على هذه النافذة الرائعة للحوار والتي أرى أنها جذبت عدد لا باس به من الناضجين من أبناء الحركة الإسلامية, حقيقة جزاكم الله خيرا.

 

أسرة التحرير

الأخ الكريم د. أبو نور الدين، بارك الله فيك وأحسن إليك، فى البداية أخانا الحبيب لم يكفر أحد من السلفيين -على حد علمنا- إخوانه من أي اتجاه آخر، ولم يطلق على أي من أخطائهم أنها أخطاء أو مآخذ تكفيرية، بل تجد على سبيل المثال مقدمة هذا الحوار تعلن أن الأمر اجتهادي فيما يخص المشاركة السياسية، وأن تعدد رؤى العلماء حول المسألة واقع لا يمكن إنكاره.

ونرى أنه من الظلم أيضا إطلاق القول بأن السلفيين بلا رؤية عن التغيير ولا وسيلة مطروحة للإصلاح، ولا شاغل لهم إلا انتقاد المخالف، وتثبيط جهود العاملين فى كافة الميادين، والتنديد بتنازلات الإخوان بكلام مرسل، وليس مجال التعليق على المشاركات مجالا للإسهاب فى عرض رؤية السلفيين عن الواقع وسبيل التغيير، كما سبق وذكرنا في ردنا على الأخت ط.ع ونحيلك إلى الرد على مشاركتها(اضغط هنا).

أخيرا نشاركك دعواتك بأن يكون هذا الحوار للبناء والإخاء والمحبة، وننتظر البقية التي وعدتنا بها.