السلام عليكم ورحمة الله
جزاك الله شيخنا الفاضل وأسرة الموقع على توضيح معنى الشريعة بالنسبة لي، وأنا أشارك هذه المرة لأعرض اقتراحا على الأخوة السلفيين, فبما أنهم قرروا الابتعاد عن حلبة السياسة لاختلال موازين القوى فيها، لماذا لا يقوم التيار السلفي بإعداد برنامج يشمل كل شاردة وواردة في واقعنا المعاصر مستمدة من القرآن والسنة؟
مثلا لماذا لا يضعوا برنامجا حول حلولهم لمشاكل الصحة والسياحة والاقتصاد، وكيف يمكن التغلب على مشكلة البنوك، وما هي رؤيتهم للمرأة والأقباط ومشكلة الجزية والبحث العلمي؟.
عفوا فيما أقول، إنه لا يمكن أن نسير بصيغة هل يجوز وهل يحل؟ لماذا لا تضعون برنامجا شاملا على أسس علمية مستمدة من الكتاب والسنة، ليكون مرجعا بعد ذلك حتى لكل التيارات الإسلامية.
ولماذا غاب وجود المنظرين الإسلاميين؟
لماذا لا يوجد لدينا هؤلاء المنظرين لنقد كل الأيديولوجيات الفكرية، وعمل غربلة لما يتوافق مع الإسلام وما لا يتوافق؟
لماذا تحلم كل الفئات الأخرى من اليساريين والعلمانيين والليبراليين بدولتهم الليبرالية والعلمانية الخ، لماذا نحن لا نحلم بدولتنا الحديثة المتقدمة القوية القائمة على منهاج النبوة؟
لماذا لا نحلم بهذه اليوتوبيا (المدينة الفاضلة)؟
وولله لا أتخيل هذه اليوتوبيا إلا في ظل الإسلام، فشعار الإسلام هو الحل ليس مقصورا على الإخوان بل هو شعار لكل مسلم.
وأعتقد أنه بعد الشيخ سيد قطب لم يظهر منظرين إسلاميين على الساحة، وقد يكون دكتور عبد الوهاب المسيري من المنظرين الذين يطلق عليهم الإسلام المستنير أو العصراني، حيث أعد دراسات كبيرة في نقد العلمانية, وأرى من نظري أن أنسب فصيل إسلامي لإعداد منهج مثالي وبرنامج مثالي هو السلف، بدون أي مداهنات ومجاملات ولا تقية.
وطبعا نحن نسير في عصر المصالح والقوة ولو لم تكن قويا لأكلك الضعيف<تقصد القوى-أسرة التحرير>
فلماذا لا يتضافر الإسلاميون جميعا، وأتذكر أني سمعت في أحد المرات أحد العلمانيين يقول أن التيار الإسلامي لا يقبل بعضه، لأن كل منهم يعتقد الحق المطلق..
وأتمنى فعلا أن يأخذ الأخوة السلفيين في وضع برنامجا شاملا حتى لو لم يشاركوا في السياسة، وصراحة إني أرى الانسحاب ليس حلا كما أن العنف ليس حلا..وجزاكم الله خيرا على التطويل.
أسرة التحرير
حفظك الله أختنا ط.ع، وحيَّا الله حماسك وغيرتك على الإسلام، ونحن معك ندعو الله بنصر قريب وتمكين لدينه فى الأرض، فى دولة الخلافة على منهاج النبوة.
أختنا الكريمة، نحسب أن قضية التنظير والمنظرين، والمناهج والرؤى، والاستراتيجيات والتصورات، قضية لها أهميتها بلا شك، ولكنها ليست لب المشكلة، اللب هو عدم الاتفاق بين أبناء التيار الإسلامى على الأساس المشترك الذى تتكون منه وتنبنى عليه هذه الرؤية.
الأساس عند الجميع هو الكتاب والسنة قطعا، ولكن تختلف أفهام البشر حولهما، ولابد من اعتماد معيار تنضبط به هذه الأفهام، وقد بين الكتاب وبينت السنة بأدلة ساطعة أن الضابط لتفسير الكتاب والسنة هو فهم السلف (الصحابة ومن سار على فهمهم) وفى هذه النقطة تفصيل واسع نحيلك فيه على الروابط التالية فى موقعنا وغيرها الكثير على الشبكة ومطبوع متداول:-
السلفية منهج فكرى لا حقبة تاريخية
مفهوم كلمة ((السلفية))
وقفة أخرى.. السلفية والتقدم
وللتفصيل
الدعوة السلفية
ولا نقول أن السلفيين -لمجرد أنهم أصحاب الاسم الذى ينتسب للسلف- هم أصحاب الصواب المطلق، وهم المحتكرون للحق دون غيرهم، فهم بشر يجتهدون، يصيبون ويخطئون والعصمة للمنهج لا للأفراد، فلو لم يطبقه السلفيون لكان المنهج حجة عليهم، ولو طبقه غيرهم لكان أولى بالاسم منهم وإن لم يتسم به.
أما قضية الانسحاب والمشاركة وأشكالها فهى موضوع الحوار، ولا يزال الحوار مفتوحا.
هدانا الله وإياك لما يحب ويرضى.