بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد،
كثر الكلام في هذه القضية وأن السلفيين يعتزلون السياسة، فلنترك هذا الكلام، وأقول نترك التعصب للفكر السلفي والإخوانى الخ....... والحق أحب إلينا من أي شخص أو فكر معين، فالحق أحق أن يتبع، ونرجع للنبي صلى الله عليه وسلم حين جاءه المشركون، وقالو له يا ابن العم إن أردت المال جعلناك أغنى العرب، وإن أردت الملك ملكناك، فرفض الحبيب وتركهم، وكان من السهل وقتها أن يوافق ويمكَّن له وينشر دعوته، ولكنه رفض من أجل أن يُربى الصحابة على عقيدة سليمة، وأن يضحوا من أجل الدين، وصار النبي أحب إليهم من أنفسهم، وبالفعل حوصر الصحابة ثلاث أعوام وكانوا لا يجدون إلا ورق الشجر ليأكلوه، فحين رأى الله صدقهم مكَّن الله لهم ونشروا الدعوة.
الشاهد من هذه القصة أن التاريخ يُعيد نفسه والدليل على ذلك أفغانستان حين علموا أنها تطبق الشرع ماذا فعل الغرب؟ والبقية أنتم تعرفونها، والجزائر نفس القصة حين نجح الإسلاميون وأوشكوا على الوصول للحكم ماذا حدث؟ حوصر الرئيس داخل منزله، وانقلبت الدولة وأنتم تعلمون البقية، وتركيا نفس اللعبة، والآن الصومال حين طبق الشرع وبدأ الأخوة تكبر شوكتهم أرسلوا كلاب الأرض إليهم.... كل ذلك بسبب أن الأخوة انشغلوا من الناحية السياسية وتركوا العلوم الشرعية، ولم يربَّ الناس على عقيدة سليمة، فكل شاغل الناس هو أن يأكلوا ويشربوا ويتبعوا الشهوات، فكيف يمكَّن لهذه الأمة التي صارت عندهم الشهوة أحب إليهم من الله ورسوله إلا من رحم ربى؟.
ومصر أيضا نفترض أنكم وصلتم للحكم ماذا يحدث بعد ذلك؟ أقول لكم لن يرسلوا لكم جيشا، ولكن يمنعوا عنا القمح لمدة شهر، والناس هم أول من يطلب بإسقاط الحكم الذي يطبق الشرع، فالناس لهم من يأتي لهم بالطعام والشراب لا يهم ما عقيدته، لأنهم لم يتربوا على عقيدة سليمة، مازال حتى الآن أناس يطلبون المدد والعون من غير الله، والدنيا أحب إليهم من الآخرة، فكيف تنجحوا؟؟
أنا أعلم والله مدى إخلاصكم لله، وإنكم تريدون الخير، ولكن ليس هذه الطريقة المتبعة، فالأمر ليس بهين، وأنتم أحب إلينا من أي فكر آخر لأنكم تريدون الحق، فارجعوا إلى السنن المهجورة، وسامحوني لست أعرف لماذا تصرون على حلق اللحى حتى بعد الدخول إلى البرلمان، وأنتم مازلتم تاركين سنن كثيرة ما المبرر؟ لا أعرف، فتوبوا إلى الله ونحن معكم نتوب أيضا، وأنا آسف على الإطالة، ولا تنسونا من صالح الدعاء.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أسرة التحرير
بارك الله فيك أخانا آل عمران، ورزقنا وإياك الإخلاص في القول والعمل، ونستسمحك في بعض التصرفات اليسيرة التي قمنا بها لتصبح الرسالة صالحة للنشر.