هل نحن أمام أمر واقع يحتم علينا المشاركة في العملية السياسية هذه؟ ولو دخلنا فيها هل سيفسحوا لنا المجال لهذا؟!
الوضع اليوم لا ينبيء عن إمكانية الخوض في هذه العملية لأسباب كثيرة، أصوليا نحن لا نقبل التفريط في أي أمر شرعي على حساب أمر دنيوي قد أثبت فشله، حتى ولو كان ناجحا فربما تنجح سياسة وتبلي بلاء حسنا ولكن على حساب الشعوب ولاسيما المسلمين، نحن نلمس ما يحاك بهذه الأمة من قمع واحتلال وتشريد وإقصاء وسلب ونهب لثرواتها، وهذا كله باسم الديمقراطية، وهذا لا شك أنهم في بلادهم يدينون بهذه الملة (الديمقراطية)، لأنهم لا هم لهم إلا قضاء حوائجهم والتمتع بأكبر كم من الرفاهية والترف وقد نجحوا في تحقيق هذا، هذه هي معيشتهم.
أما نحن فلا شك أن هدفنا الأول والأخير هو تعبيد أهل هذه الأرض بدين ربها والله جل وعلا، قد أرسل إلينا رسلا وشرع لنا شرائع، فما بالكم برب يخلق ويرزق ويشرع وهو سبحانه وتعالى أعلم بأمورنا من أنفسنا، وأعلم بما ينفعنا في هذه الأرض، واختار لنا هذا، ونحن نرفض ألا المشاركة التافهة في هذه السياسة التي ما أعلمونا بها إلا للمكر والكيد لنا، ونحن نأبى إلا التحاكم للشريعة مجملا وتفصيلا حكما، وقضاءا واقتصادا ونظاما، لا نفرط في شيء من ذلك، وقد رأينا من رضي بالمشاركة وكان على حساب دينه وربما دنياه وما الإخوان المسلمون منا ببعيد....
أسرة التحرير
مرحبا أخانا أحمد فى الدعوة للحوار، وجزاك الله خيرا، وزادك حرصا على عقيدة التوحيد وإقامة العبودية الخالصة لله وحده، ولكن ننبه إلى أمر قد يغيب عن البعض حين يتحدث عن إخوانه من الإخوان المسلمين أو إخوانه من السلفيين أو غيرهم، فيخرج الكلام من النقاش فى أمر اجتهادى قد يكون مما يسوغ الخلاف حوله، فيخرج إلى الطعن فى الدين أو الرمى فى الاعتقاد، وهى روح لا ينبغى أن توجد بين المسلمين عامة فضلا عن أهل الدين منهم خاصة، فننبه أن مثل هذه النقاشات يجب أن تدور فى جو من الأخوة الإسلامية وحسن الظن، لأن الغرض الأساسى من ورائها كما ذكرنا فى مقدمة الدعوة للحوار هو الوصول للحق، وليس التشاحن وتحريك الأضغان، وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.