بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله،
بداية أعتقد أن هذا الموضوع شائك، واتخاذ قرار أو حكم بضرورة المشاركة أو البعد عنها يحتاج إلى دراسة متأنية ودقة وقراءة جيدة للواقع، وحتى لحساب دقيق لتوقيت البدء في المشاركة.
بداية نجد أن الناظر إلى الواقع يجد أن المشاركين، أو لنقل معظمهم، يتخذون الديمقراطية والعلمانية وكأنها دين يحاربون ويعادون ويتحالفون لعدم المساس به، ولنا في تجربة تركيا مثال -دراسة تجارب الإسلاميين ضرورية جدا للحكم على المشاركة وماذا استفاد الإسلام وماذا خسر- ،ومثال آخر، عندما يقر زعيم حزب في مصر من المصنفين في المعارضة بدعمه لجمال مبارك نكاية في الإخوان، وذلك حتى يحافظ على النهج العلماني أو ما يسميه تداول السلطة التي يخشى أن يحتكرها الإخوان و تكون نهاية الديمقراطية.
كما نجد في المقابل من بعض الإخوان تأثيرات الانخراط في العملية السياسية، تلمحها في التصريحات وبعض القرارات التي اتخذها قادتهم، والتي أخشى أن يكون نهايتها الإسلام العلماني أو الأمريكاني كما في تركيا، وحتى هذه التنازلات لن ترضيهم وإن أرضتهم فنجد أن الفائدة الوحيدة المحققة من هذا هو وصول شخصيات نظيفة إلى الحكم، أعنى لا سرقة لا غش إصلاح اقتصادي، ربما.....، لكن قضية الإسلام والشريعة ستكون فارغة من مضمونها تماما بل ربما سنبدأ بتقبيل الأيادى للموافقة على حجاب الموضة الذي ترتديه زوجة الحاكم، ثم المطلوب أن نكون في قمة النشوة بالفتح العظيم.
وفى المقابل نجد من سلبيات عدم المشاركة إخلاء الساحة لمن هب ودب، بل وربما تحالفات هنا وهناك ربما تكون على حساب السلفيين، وحتى أكون أوضح: مثال ما حدث في العراق من تسلط الشيعة، واعذروني أن كان الشبه بعيدا بعض الشئ، فأظن أنه من الضرورى أن يكون هناك من يضع للإسلاميين حساب، وللسلفيين خصوصا لما لهم ثقل على الساحة الشعبية الآن.
ومن سلبياتها أيضا عدم إعطاء مثال إسلامى واقعي أصيل متمسك بالكتاب والسنة، لأن الناظر للواقع يجد أن الإسلاميين لم يقدموا تجربة عملية ناجحة، فمن على الساحة الآن في العالم أما إسلامى مغرق في التنازلات، أو ممن ينحى إلى التفجير والتكفير فلا وسطية سلفية أصيلة.
هناك كلمة للأستاذ فهمي هويدى قال فيها إنه يرى أن اتخاذ الإسلاميين الوسائل الديمقراطية للوصول للحكم ثم الانقلاب على مبادئها وعدم تداول السلطة غير أخلاقى، وأنه على الإسلاميين أن يغيروا من بعض مفاهيهم تلك، ونقلت كلامه بالمعنى وهو على موقع الإسلام اليوم، وأنا أتفق معه في شق أنه غير أخلاقى فعلا، لكن أخلص منه أنه لا لقاء بين التجربة الديمقراطية والإسلاميين في النهاية فعلينا أن نقول لكم دينكم ولى دين.
أعتقد أن السلفيين معنيين الآن بالتنظير لتجربة سياسية إسلامية واقعية، والاهتمام بالإعلام وعدم الاكتفاء بالقنوات الإسلامية فقط، بل قنوات إخبارية إسلامية، لكن المشاركة السياسية الآن ليس توقيتها أبدا، فالمجتمع بحاجة لوعى بدينه وسنة نبيه، كما أرى أن الحالة الوحيدة التي يمكن أن تكون المشاركة مثمرة عندما يكون 60% أو أكثر على وعى ودراية بمنهج السلف وإلا فالإعراض، لذا إن العمل الآن هو التركيز الدعوى، كما أن الجماعة استفادت كثيرا من عدم المشاركة في المجال الدعوى، وهو مكسب لا يمكن التغافل عنه أو التقليل من قيمتة فهو الغاية والثانية ما هي إلا وسيلة.
أسرة التحرير
مرحبا بك أخانا أسامة، وبارك الله فيك، نثمن رأيك فيما يتعلق بعدم الأخلاقية، ونضيف أن الفيصل فى المسألة برمتها هو الشرع، فما يعد أخلاقيا عند البعض لا يعد كذلك عند الآخرين والعكس، والبرجماتيون وهم قادة الوقت المعاصر لا يعيرون هذا المعيار الأخلاقى- فضلا عن الشرعى- اهتماما، فالمصلحة والغايات عندهم تبرر الوسائل، وهو فصام ينبغى على الإسلاميين أن يجلوا أنفسهم ودعوتهم عنه.