نصراني ينشر مقطعًا مسيئًا عن أم المؤمنين، فما التصرف الصحيح في هذا الحدث؟
السؤال:
نشر شاب نصراني مقطعًا مِن مناظرة بيْن شيعي والشيخ "ميزو" فيه قدح في أم المؤمنين، والنصراني مِن قرية بلقاس خامس "جميانة" والتي بها أكبر دير للنصارى في الدلتا، فاستغل الإخوان الحدث وقاموا بتهييج الشباب، فحاولوا الهجوم على منزل النصراني الذي هرب بالفعل مِن القرية، وقام أبناء الدعوة بالقرية بمنع الشباب الثائر مِن مهاجمة بيت النصراني، والذي ليس فيه إلا الأب "91 عامًا" والأم "85 عامًا"، وأتت عربات ومدرعات كثيرة مِن الأمن، واعتذر القساوسة عن فعل هذا الشاب، وتم تسليمه للشرطة لتقديمه للمحاكمة. فما رأي فضيلتكم في تصرف شباب "الدعوة السلفية" و"حزب النور" الذي رفضه بعض الأهالي الثائرين هناك؟ ويحاول الإخوان إثارة الشباب للخروج بمظاهرة غدًا الجمعة، مع العلم أن هناك محاولة حثيثة لإخراج أهل الشاب من القرية، ويكاد لا يتصدى لها سوى شباب الدعوة.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد قال الله -تعالى-: (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) (الأنعام:164)، فمحاولة الهجوم على والد الشاب النصراني ووالدته وهم في هذه السن أمر لا يجوز؛ لأنه عقوبة مَن لم يرتكب جريمة بجرم غيره، وهذا لا يجوز شرعًا.
وهؤلاء الأهالي الثائرون لا بد لهم أن يعلموا أنه ليس لآحاد الناس أن يعاقِبَ مَن لم يرتكب جريمة بزعم أن هذا نصرة للنبي -صلى الله عليه وسلم-، ونحذر مِن إثارة الفتنة بهذه المزاعم؛ فنصرة النبي -صلى الله عليه وسلم- بتبيين حقائق العقائد الفاسدة التي عليها الرافضة الذين استغل هذا الشاب النصراني كلامهم لمحاولة الطعن في عرض أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-.
ونصرة النبي -صلى الله عليه وسلم- بمنع وعقوبة هذا الشاب على جريمته، لا بعقوبة غيره، ولا بإخراجهم مِن القرية، ولا بالاعتداء عليهم، بل ما فعله شباب "الدعوة السلفية" و"حزب النور" هو تصرف حكيم وموافق للشرع.
نسأل الله أن يوفقهم ويثبتهم على ذلك.