حكم الامتناع عن سكب الماء الساخن في الحمامات والبالوعات خشية الجن!
السؤال:
1- سألني شخص عما أذا كان يجوز سكب الماء الساخن في الحمام والبلاعات والمجاري -أعزكم الله- لأنه يريد تنظيف هذه الأماكن بالماء الساخن لإذابة الدهون التي فيها وفي نفس الوقت يخشى أن يؤذيه الجن إذا فعل ذلك إن كان موجودًا في حمام البيت أو مدخله عند البالوعة ونحو هذا من الأماكن التي يسكنها الجن؛ لأنه يسمع كثيرًا أن الجن قد يموت أو يحترق من الماء الساخن فينتقم ممن فعل ذلك ويؤذيه هو وأسرته أو يقتله، فكانت إجابتي له بأنه ليس في الشرع ما يمنع ذلك؛ فلا تخف مِن الجن، ولا يلزم حتى أن تسمي عند سكب الماء في المجارى والبلاعات، وإن أردت أن تسمي؛ فلا بأس، ثم ترددت في أنه لا بد مِن التسمية، وأنا أخشى أن يكون هذا الشخص يمكن أن يصيبه مكروه بسبب أنني لم أؤكد عليه التسمية؛ لأني كان غرضي الأول أن أزيل مِن نفسه الرهبة من الجن، فما الحكم فيما فعلته؟ وهل أنا أخطأت بذلك؟
2- قرأت أن المقابر الفرعونية قد يكون ما فيها مِن سحر يصيب مَن يدخلها هو لأن الجن محبوسون لأجل الاعتداء على مَن يعتدي على هذه المقابر، وقد أكد هذا كلام للدكتور الأشقر في كتابه عن السحر والشعوذة، فهل معنى ذلك أن الجن لا يأكل ولا يشرب لمئات السنين أو آلاف السنين؟ وهل يستدل على ذلك بقول الله -تعالى- عن سليمان -عليه السلام-: (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلا دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ) (سبأ:14)؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
1- فالمساكن التي نسكنها مملوكة لنا بالملك أو الإيجار، ومِن حقنا أن نفعل فيها ما لم يحرمه الله علينا، وليس في الكتاب والسنة ما يمنع سكب الماء الساخن في الحمام أو غيره، فالقول بالمنع يفتقر إلى دليل، ومَن وُجد مِن الجن في هذه الأماكن موجود بغير إذن مِن أصحاب المنزل؛ فهو الذي ضرَّ نفسه لو حدث ما يزعمون مِن حرقه بالماء الساخن، ولا دليل على هذه الأمور لا شرعًا ولا عقلاً، بل العقل يدل على سخافة ذلك؛ إذ الجن مخلوق مِن النار، أي يشبه أن يكون مخلوقًا "غازيًّا"؛ فلا دليل على تضرره بالماء الساخن، والتسمية عند دخول الخلاء مستحبة، وأنت إجابتك كانت صحيحة، وعلينا أن نتوكل على الله، والجن إن وجدوا فعليهم أن يرحلوا؛ فلا تلتفت لذلك.
2- فما أدراك أنه لا يخرج منها، وقد دلت السُّنة على أن طبيعة طعامهم وشرابهم مختلفة، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- للجن لما سألوه عن الزاد: (لَكُمْ كُلُّ عَظْمٍ ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ يَقَعُ فِي أَيْدِيكُمْ أَوْفَرَ مَا يَكُونُ لَحْمًا وَكُلُّ بَعْرَةٍ عَلَفٌ لِدَوَابِّكُمْ) (رواه مسلم)، فلا ينبغي الدخول في تفاصيل لا نستطيع أن نعلمها، والآية لا تعلـُّق لها بالسؤال.