حكم جمع تبرعات بعد خطبة الجمعة لمعاونة أسرة مسيحية احترق بيتها
السؤال:
انفجرتْ بالأمس أنبوبة في بيت أسرة مسيحية مِن جيران مسجدنا السلفي بعد صلاة العشاء، وكنا في درس فنزلنا مِن المسجد لمحاولة إطفاء الحريق الذي دمَّر الشقة وأوقع الجدران، وأصيبت الأسرة التي تجمعت في بلكونة الشقة بإصابات فادحة؛ فسارعنا لنجدتهم وأخذنا طفايات الحريق مِن المسجد وساعدنا في إطفاء الحريق -بفضل الله- ثم جاءت الإسعاف وحملتهم، وكان أن طلب بعض الناس منا جمع تبرعات لهذه الأسرة المسيحية في خطبة الجمعة في حين أن هناك مَن اعترض على ذلك بأن الكنائس أولى بأن تقوم بهذا الدور مع المسيحيين وليس مساجد المسلمين، وكذلك اعترض البعض على استعمال طفايات الحريق التي بالمسجد في إطفاء حريق هذه الأسرة المسيحية على أساس أن مَن وضعها في المسجد وضعها بنية أنها للمسلمين وليس غيرهم، مع العلم أن طفايات الحريق هذه كان قد جاء بها بعض الناس مِن قبْل وتركها في المسجد ثم مع الحادثة قمنا باستخدامها، والآن بعد ما انصرف الناس المتجمعين لم نجد إلا واحدة فقط فأعدناها للمسجد. فما الحكم فيما سبق من جمع التبرعات لهم وأمر طفايات الحريق؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد قال الله -تعالى- عن يوسف -عليه السلام- أنه قال له صاحباه في السجن: (إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) (يوسف:36)، فقد أحسن إلى قوم كفار مشركين، وهو غريب عنهم مسجون ظلمًا، وقد أحسن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى ثمامة بن أثال -رضي الله عنه- فمنَّ عليه مجانًا، والإحسان إلى الخلق مِن أسباب تأليفهم على الإسلام.
وما ذكرتُ ينطبق على التبرعات، وعلى طفايات الحريق بالمسجد؛ فأنتم لم تخطئوا حين استعملتموها في إطفاء الحريق في بيت جيران المسجد مِن النصارى الذين لهم حق الجوار، ولهم حق العهد الذي بيْن المسلمين وبينهم، مع كونهم بشرًا وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ) (متفق عليه).
وأعيدوا شراء طفايات حريق للمسجد لاستخدامها في الحالات المماثلة.
وقد أخطأ مَن نهاكم عن فعل الخير!